تعزز مناخ الاستثمار وتحدّ من التهرب الضريبي
خبير اقتصادي: قرار السيسي بشأن الضريبة الموحدة «ثورة إصلاحية»|خاص
أشاد الدكتور وائل النحاس، المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، بقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه اليوم مع رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء المعنيين، والذي تضمن توجيهًا رئاسيًا باستبدال الرسوم التي تفرضها الجهات المختلفة على المستثمرين، بضريبة إضافية موحدة تُحصَّل من صافي الأرباح، واصفًا القرار بأنه "خطوة إصلاحية جريئة" طال انتظارها لتعزيز البيئة الاستثمارية في مصر.
وأكد "النحاس" في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن هذا القرار يمثل نقلة نوعية في مناخ الاستثمار، ويعكس رغبة حقيقية لدى الدولة في تحسين بيئة الأعمال وتبسيط الإجراءات، عبر تقليل التعقيدات البيروقراطية وتخفيف الأعباء المالية غير المباشرة التي كانت تمثل تحديًا كبيرًا أمام المستثمرين.
وأشار "النحاس" إلى أن إحدى أبرز مزايا القرار تكمن في الانتقال من تعدد الجهات التي تفرض الرسوم إلى نظام ضريبي أكثر وضوحًا وعدالة، مما يسهم في تقليص النزاعات الضريبية ويوفر شفافية أكبر للمستثمرين.
وأوضح خبير أسواق المال، أن التحصيل من صافي الربح بدلًا من إجمالي الربح يُعد أكثر عدالة وفعالية، حيث يراعي الظروف التشغيلية للمشروعات ويقلل من الضغط المالي عليها، ما يعزز فرص النمو والتوسع، خصوصًا في القطاعات الصناعية والخدمية الناشئة.
كما لفت إلى أن هذه الخطوة سيكون لها أثر ملموس في خفض معدلات التهرب الضريبي، التي وصفها بأنها "نزيف مستمر" في إيرادات الدولة، مؤكدًا أن النظام الجديد يشجع على الالتزام الطوعي ويحد من الممارسات غير القانونية التي كانت تحدث نتيجة عدم وضوح المنظومة السابقة.
ورغم إشادته بالقرار، حذّر "النحاس" من التحديات المتوقعة في مرحلة التنفيذ والتطبيق، مشيرًا إلى أن التحدي الأكبر لا يكمن في صدور القرار، بل في كيفية تطبيقه على أرض الواقع، خاصة من قبل صغار الموظفين المعنيين بالتنفيذ في الجهات الحكومية.
وأضاف أن هناك تفاوتًا ملحوظًا في طريقة تطبيق القوانين والقرارات بين الجهات المختلفة، لا سيما في الهيئة العامة للاستثمار، الجهة المسئولة عن التعامل المباشر مع المستثمرين، وطالب بضرورة تدريب الموظفين وتأهيلهم لتطبيق القرار بلغة موحدة، وإزالة أي تباينات أو اجتهادات فردية قد تعيق التنفيذ السليم.
وأعرب “النحاس” عن تفاؤله بأن يُحدث هذا القرار تغييرًا إيجابيًا سريعًا، داعيًا إلى وضع آلية واضحة للمتابعة والتقييم الدوري لضمان نجاح التجربة وتحقيق الأهداف المرجوة منها.
