أزمة إنسانية خانقة
للبقاء على قيد الحياة.. السلاحف البحرية الطعام الأخير لأهالي غزة

في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة، والأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها سكان القطاع، وسط القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع كافة، يضطر بعض العائلات الفلسطينية إلى تناول لحوم السلاحف البحرية كوسيلة للبقاء في ظل شحّ الغذاء وغياب البدائل، في مشهد يلخّص عمق المأساة التي تعيشها غزة.
ونقلت صحيفة «leparisien» الفرنسية على لسان سيدة من غزة «ماجدة قنان» من خان يونس جنوب القطاع، التي كانت تجلس قرب نار مشتعلة، تراقب قطعًا من اللحم تُطهى في قدر قديم، حيث قالت إن الأطفال لم يكونوا راغبين في تناولها، فقلنا لهم إنها مثل لحم العجل».
وتقول السيدة الستينية التي تطهو وجبة من لحم السلحفاة للمرة الثالثة لعائلتها النازحة.
نقص حاد في الغذاء
وبعد 18 شهرًا من الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، أصبح الوصول إلى الغذاء أمرًا شبه مستحيل. ووفقًا لتقارير أممية، فإن المجاعة لا تُعد مجرد خطر بل «واقع آخذ في التمدد في معظم مناطق القطاع».
وقد حذّر تحالف من منظمات الإغاثة الدولية من كارثة غذائية غير مسبوقة، خاصة بعد أن أوقفت إسرائيل إدخال المساعدات منذ 2 مارس الماضي، متهمةً حماس بتحويلها، وهو ما تنفيه الأخيرة متهمةً إسرائيل باستخدام الجوع كسلاح حرب.
الطهي تحت النار
ونقلت الصحفية عن عبد الحليم قنان، وهو صياد من أقرباء ماجدة، أنهم اضطروا للجوء إلى صيد السلاحف بعدما فقدت الأسواق اللحوم وتضاعفت أسعار الخضروات.
ويشرح عملية الطهي: «ننظف اللحم بالدقيق والخل، ثم نغليه ونقليه بالبصل والفلفل والطماطم. نذبحها وفقًا للشريعة الإسلامية، رغم أنها كائنات محمية، لكن لم يكن أمامنا خيار آخر».
مشاهد مأساوية
وتشير تقارير مكتب الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة يشهد «أسوأ وضع إنساني منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023»، حيث اضطر بعض السكان في فترات سابقة إلى أكل علف الحيوانات أو الحشائش، وشرب المياه الملوثة.
وبعد هدنة محدودة في يناير، عاد الحصار الإسرائيلي ليمنع إدخال المساعدات، وسط استمرار القصف والعمليات العسكرية، مما دفع كثيرًا من الأسر إلى البحث عن مصادر بديلة للبروتين، ولو كانت في أعماق البحر.