اعتنق الكاثوليكية 2019.. بابا الفاتيكان التقى نائب ترامب 20 دقيقة رغم الخلافات

في أجواء احتفالات عيد الفصح، استقبل البابا فرنسيس، الأحد، نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، في لقاء مقتضب لم يتجاوز 20 دقيقة في مقر الفاتيكان، وفق ما أعلنته وكالة "أسوشيتد برس".
اللقاء، الذي وصف بأنه لتبادل التهاني بعيد القيامة، جاء رغم غياب البابا عن القداس الرسمي في ساحة القديس بطرس بسبب تعافيه من التهاب رئوي طويل الأمد.
نقاشات غير مباشرة حول المهاجرين
وعلى الرغم من الطابع البروتوكولي للزيارة، إلا أن خلفياتها السياسية لم تغب، إذ سبقتها بيوم محادثات أعمق بين فانس وكبير دبلوماسيي الفاتيكان، الكاردينال بيترو بارولين، الذي ناقش مع نائب الرئيس الأمريكي قضايا دولية ملحة، خاصة أوضاع اللاجئين والمهاجرين وأسرى الحروب، حسب بيان رسمي صادر عن الكرسي الرسولي.
من جانبها، أكدت مصادر مقربة من فانس أنه شدد خلال اللقاء مع بارولين على ما وصفه بـ"التزام الإدارة الأمريكية باستعادة السلام العالمي"، مع التركيز على معاناة المجتمعات المسيحية حول العالم.

البابا ينتقد.. وفانس يدافع
اللقاء يأتي في سياق توتر سابق بين البابا وفانس بسبب سياسات الإدارة الأمريكية حيال الترحيل الجماعي للمهاجرين.
وكان البابا فرنسيس قد وجه في فبراير الماضي رسالة إلى الأساقفة الأمريكيين انتقد فيها السياسات المبنية على "القوة لا على كرامة الإنسان"، معتبرًا أنها "تبدأ بشكل سيئ وتنتهي بشكل أسوأ".
من جانبه، عبّر فانس في حينه عن احترامه لرأي البابا، لكنه أكد تمسكه بموقفه بشأن سياسات الهجرة، مشيدًا في الوقت نفسه بـ"حرص البابا على الرعاية الروحية للمسيحيين".
كاثوليكي ناشيء
يُذكر أن جي دي فانس، الذي اعتنق الكاثوليكية عام 2019، وصف نفسه في مناسبات سابقة بأنه "كاثوليكي ناشيء"، مشيرًا إلى أنه لا يزال يتعلم مبادئ العقيدة ويحاول التحلي بالتواضع عند الحديث عن الإيمان.
وتعد قضية الهجرة من أبرز الملفات التي تضع الفاتيكان في مواجهة ضمنية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يعاونه فانس، لا سيما في ظل مساعي ترحيل المهاجرين على نطاق واسع.
الفاتيكان وقضايا الهجرة
طوال سنوات بابويته، لم يُخفِ البابا فرنسيس مواقفه الإنسانية الحازمة حيال قضية المهاجرين، معتبرًا أنها من التحديات الأخلاقية الكبرى التي تواجه العالم المعاصر. وفي أكثر من مناسبة، دعا البابا إلى فتح الأبواب أمام طالبي اللجوء، وتوفير الحماية الكاملة للفئات المستضعفة، مؤكدًا أن الهجرة ليست تهديدًا بل فرصة للتلاقي بين الشعوب والثقافات.
وقد واصل الفاتيكان خلال الأشهر الأخيرة انتقاد السياسات التي تتعامل مع المهاجرين بمنطق الردع والعقاب، بدلًا من المعالجة الجذرية لأسباب الهجرة مثل الحروب والفقر وتغير المناخ. ويأتي لقاء فانس، وإن كان بروتوكوليًا، في وقت يشتد فيه الجدل السياسي داخل الولايات المتحدة بشأن تشديد الرقابة على الحدود وإعادة تفعيل سياسات الترحيل القسري، وهو ما يتعارض مع التوجه الإنساني الذي يدافع عنه الفاتيكان بقوة.