سيول تؤكد سعيها لتفادي التصعيد التجاري مع واشنطن وسط أزمة التعريفات

في موقف يعكس رغبة كوريا الجنوبية في احتواء التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، صرح رئيس البلاد، هان دوك سو، بأن بلاده لن ترد على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن، مرجعًا ذلك إلى "الدعم التاريخي الذي قدمته الولايات المتحدة لكوريا الجنوبية".
جاء ذلك في مقابلة نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" السبت، قبيل محادثات تجارية مرتقبة في واشنطن مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت وزارة التجارة الكورية الجنوبية، في بيان رسمي الأحد، أن هذه المحادثات ستُعقد بناءً على طلب من الجانب الأمريكي.
محاولات لتأجيل التعريفات
وفي تعليق على هذه التطورات، قال وزير المالية الكوري الجنوبي، تشوي سانج موك، إن بلاده "ستسعى لتأجيل تطبيق التعريفات الجمركية المتبادلة قدر الإمكان"، مشيرًا إلى أن ذلك يُعد أولوية في إطار جهود الحكومة لخفض مستوى الغموض الذي تواجهه الشركات الكورية في الأسواق العالمية.
وكان وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسينت، قد أشار مؤخرًا إلى أن كوريا الجنوبية من بين الدول التي ستُجري الولايات المتحدة محادثات معها بشأن الرسوم الجمركية، التي بلغت 25% على صادرات سيول، والتي تعد رابع أكبر اقتصاد في آسيا.
أزمة سياسية داخلية
في سياق منفصل، تشهد كوريا الجنوبية اضطرابات سياسية بعد إقالة الرئيس السابق، يون سوك يول، في أعقاب محاولته فرض "الأحكام العرفية" ليلة 3-4 ديسمبر، وهي المحاولة التي فشلت وأثارت موجة انتقادات واسعة. وقد قضت المحكمة الدستورية بعزله، ما استدعى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في 3 يونيو المقبل.
وخلال اليوم الأول من محاكمته الجنائية التي جرت الإثنين في محكمة سيول المركزية، نفى يون التهم الموجهة إليه بـ"التمرد"، مؤكدًا أنه لم يرتكب أي خرق للدستور. وسبق أن أُوقف في يناير الماضي قبل أن يُفرج عنه في مارس بقرار من القضاء.
ويواجه يون اتهامات تتعلق بمحاولة الانقلاب على النظام الدستوري، وهي تهم نفاها محاموه، فيما يستعد الرأي العام الكوري لانتخاب قيادة جديدة في ظل أجواء سياسية مشحونة.
العلاقات التجارية بين سيول وواشنطن
تُعد العلاقات الاقتصادية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة من بين الأقوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث يرتبط البلدان باتفاقية للتجارة الحرة دخلت حيز التنفيذ منذ عام 2012. وعلى الرغم من ذلك، شهدت العلاقات بعض التوترات خلال رئاسة دونالد ترامب، الذي تبنّى سياسة تجارية أكثر حمائية وفرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من عدة دول، من بينها كوريا الجنوبية.