أمين الفتوي: المرأة كالزجاجة الرقيقة تحتاج إلى حماية

أشار الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، الي قضيةً شائكة تؤثر على استقرار العديد من الأسر، وهي "معايرة الزوجة بفقدانها لأبيها"، معتبرًا أن هذه الظاهرة تنتهك حقوق المرأة وتُضعف العلاقة الزوجية.
و بدء الدكتور الورداني خلال حلقة من حلقات برنامجه " ولا تعسروا " بالتذكير بموضوع الأسبوع الماضي، الذي ناقش فيه "مشكلة الخوف بين الزوجين" مشيرًا إلى أن المعايرة باليتم تُعد أحد أبرز مظاهر هذا الخوف، حيث يستخدمها بعض الأزواج كسلاح في النقاشات أو الخلافات، مما يفاقم الشعور بعدم الأمان.
وأكد أن بعض الرجال يوجهون كلمات جارحة لزوجاتهم مثل: "أنا اللي تزوجت وحدة مالها كبير يعلمها تتعامل مع جوزها"، أو "مش عارف ليه تزوجت بنت يتيمة"، معتبرًا أن هذه العبارات تحمل قسوةً بالغة وتُشعر الزوجة بالدونية، خاصةً أنها لا ذنب لها في فقدان والدها.
رفقًا بالقوارير
و استشهد الورداني بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "رفقًا بالقوارير"، مؤكدًا أن المرأة كالزجاجة الرقيقة التي تتحطم بسهولة، وأن معايرتها بفقدان والدها يُعد انتهاكًا صارخًا لهذه الرقة، كما ذكر حديثًا آخر رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة، مشددًا على أن الجمع بين صفتي "اليتم" و"الأنوثة" يجعل المرأة في موضع ضعف مضاعف يحتاج إلى حماية، لا إلى استغلال أو إهانة.
الآثار النفسية
و حذر الورداني من العواقب النفسية لهذه المعايرة، والتي تدفع الزوجة إلى الشعور بالذنب والعجز دون سبب،و فقدان الثقة في الزوج، الذي يفترض أن يكون مصدر أمانها،مع الانطواء وبناء "حواجز نفسية" بينها وبين زوجها.
وردًّا على من يبررون هذه السلوكيات بـ"غضب الزوج"، أكد أن ذلك لا يُسوغ الإساءة، قائلًا: إذا زهقت منها، هل معناها تذكرها بجراحها؟ دي مش طريقة لحل المشاكل.
قدم عدة توصيات للأزواج:
التوقف فورًا عن أي تعليقات فيها إشارة لليتم، لأنها تدمر المشاعر.
تعويض الزوجة بالدعم العاطفي، خاصةً إذا فقدت والدها في سن صغيرة.
استبدال النقد بالتفهم، مثل قول: أنا متفهم أنكِ تحتاجين مساعدة، ونحن نتعلم سويًا.
الاستعانة بمتخصصين في حال كانت الخلافات متكررة بسبب هذه المشكلة.
اختتم الورداني الحلقة بتذكير الجميع بأن الزواج الناجح يقوم على المودة والرحمة، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"، داعيًا الأزواج إلى تجنب أي سلوك يُضعف هذه المودة، خاصةً عند التعامل مع جراح الماضي.