مصر تغطي احتياجاتها من وقود الطائرات بالكامل.. وخبير يحذر من المبالغة فى SAF

مع تزايد الاهتمام العالمي بأنواع الوقود الأنظف، خصوصًا في قطاع الطيران، تؤكد مصر قدرتها على تلبية احتياجات جميع مطاراتها من وقود الطائرات التقليدي، وتحقق فائضًا يُستخدم في التصدير أو لدعم إنتاج السولار محليًا.
وبينما يسعى العالم نحو وقود الطيران المستدام (SAF)، تظل التحديات قائمة، لا سيما في تجميع المواد الخام وتقييم الجدوى الاقتصادية.
مصر تمتلك بنية تحتية قوية لإنتاج وقود الطائرات النفاثة
وفي هذا السياق، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، إن مصر تمتلك بنية تحتية قوية لإنتاج وقود الطائرات النفاثة المعروف باسم Jet A-1، حيث يعد معمل تكرير "ميدو" الأبرز في هذا المجال بإنتاج سنوي يصل إلى 1.4 مليون طن، يليه معمل "المصرية للتكرير" بمسطرد بنحو 850 ألف طن سنويًا، إضافة إلى مساهمات من معامل العامرية، القاهرة، وأسيوط.
وأوضح يوسف فى تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" أن الإنتاج المحلي يغطي بالكامل احتياجات المطارات المصرية سواء للطائرات الوطنية أو الأجنبية، مشيرًا إلى أن جودة الوقود المصري تحظى بسمعة دولية طيبة.
وأضاف، انه تم تحقيق فائض ويتم تصديره عبر شركة ميدور للبترول، أو يعاد دمجه مع السولار لتحسين العائد الاقتصادي.
وقود SAF.. تحديات الواقع
ويري يوسف ان وقود الطيران المستدام" SAF"، ليس له جدوي أقتصادية ، حيث انه يحتلف كيميائيا عن Jet A-1، ولا يمكن استخدامه منفردًا إلا في طائرات مخصصة، وحتى عند خلطه مع الوقود التقليدي، لا يجب أن تتجاوز النسبة 15%.
وحول استخدام زيت الطعام المستعمل لإنتاج SAF، أكد أن التجميع هو العقبة الكبرى، مشيرًا إلى تجارب سابقة فاشلة في تجميع زيوت التشحيم بسبب الجدوى الاقتصادية المنخفضة، موضحا أن المشكلة ليست في التكنولوجيا، فالمعالجة بسيطة نسبيًا، والتقنية موجودة بالفعل، لكن السوق لا يضمن الكميات الكافية من المواد الخام.
التموين داخل المطارات.. منظومة دقيقة
وفيما يتعلق بآلية تموين الطائرات، أشار يوسف إلى أن هناك منظومة فنية محكمة، أبرزها في مطار القاهرة الذي يُزود مباشرة عبر خط أنابيب يصل للمستودعات ثم لنقاط التموين تحت الأرض، بينما تعتمد بعض المطارات الأخرى على سيارات صهريجية.
المستقبل.. وفرص التوسع محدودة
ورغم أن يوسف يؤكد قدرة مصر على تلبية الطلب المحلي لعشر سنوات مقبلة على الأقل، فإنه يرى أن التحول لمركز إقليمي لتصدير وقود الطائرات ليس واردًا حاليًا، منوهاً أن الطبيعة الأساسية لإنتاج وقود الطائرات هي الاستهلاك المحلي داخل المطارات، حتى السعودية التي تنتج أكثر لم تتحول لمركز إقليمي.
وأكد أن وقود SAF ليس وقودًا نظيفًا بالمعنى الحقيقي، بل هو مجرد بديل بيئي، أما الوقود الأنظف فعلًا فهو الغاز الطبيعي أو الهيدروجين الأخضر.