أستاذ علوم سياسية: خطاب نتنياهو الأخير يكشف عن أزمة عميقة داخل إسرائيل
أشار الدكتور سهيل دياب، أستاذ العلوم السياسية والمختص في الشؤون الإسرائيلية، إلى التقارير الدولية التي تتحدث عن تدهور الحالة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من الجوع والعطش وعدم وجود أماكن آمنة، رغم الادعاءات الإسرائيلية بتوفير ممرات إغاثة.
وأكد خلال مداخلة هاتفية عبر" زووم " لقناة " القاهرة الاخبارية " أن إسرائيل تتجاهل بشكلٍ صارخ الأوضاع الإنسانية، معتمدَةً على أربعة عوامل رئيسية،منها فائض القوة العسكرية الذي تمتلكه، مما يمنحها شعوراً بالتفوق و استقرار الائتلاف الحاكم في الداخل الإسرائيلي، رغم الانقسامات المجتمعية،و الدعم الأمريكي غير المحدود الذي يشكل غطاءً سياسياً وعسكرياً ،مستنكرَا الصمت الدولي والعجز عن فرض ضغوط حقيقية لوقف العدوان.
وأوضح دياب أن هذه العوامل مجتمعةً دفعت إسرائيل إلى الاعتقاد بأنها أمام "فرصة تاريخية" لتحقيق أحلامها التوسعية، والتي تتمحور حول هدفين رئيسيين تصفية القضية الفلسطينية نهائياً عبر سياسات التهجير والإبادة الديموغرافية ، بسط الهيمنة العسكرية على الشرق الأوسط* كقوة إقليمية مهيمنة خاصة في ظل التصعيد الأمريكي مع إيران.
هل تنجح إسرائيل في مخططاتها؟
و وضح دياب ، رغم الخطط الإسرائيلية الطموحة إلا ان المؤشرات تُظهر تراجعاً في شرعية الحرب داخلياً ودولياً، منها:
- تسونامي التوقيعات داخل إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب، حيث تجاوز عدد الموقعين 150 ألف مواطن وجندي.
- التغير في الموقف الأمريكي، خاصة بعد المباحثات غير المباشرة مع إيران في روما.
- الكَمين الأخير في غزةالذي كبد الجيش الإسرائيلي خسائر وأثار تساؤلات حول فاعليته العسكرية.
- تسريب فيديوهات تُحرج إسرائيل، مما زاد الضغط على حكومة نتنياهو.
وأضاف أن هذه التطورات دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إصدار فيديو مسجل بدلاً من خطاب مباشر، في إشارة إلى "أزمة عميقة" يعاني منها صناع القرار في إسرائيل.
و حذر الدكتور دياب من أن إسرائيل قد تُقدم على "حمقات" عسكرية وسياسية في الفترة المقبلة، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن نيتها تنفيذ عمليات استفزازية ضد إيران، مثل اغتيال شخصيات بارزة، مما قد يعقّد المفاوضات الجارية ويزيد المنطقة تأججاً.
واختتم حديثه : "نحن نعيش مرحلة بالغة الخطورة، حيث تُستخدم القوة العسكرية بطريقة عشوائية، والنتائج قد تكون كارثية على المنطقة بأكملها"
