هل تعاني من ارتفاع فاتورة الكهرباء؟.. الطاقة الشمسية علي رأس البدائل

مع تزايد أسعار الكهرباء بشكل مستمر في مصر، يبحث العديد من المواطنين عن حلول بديلة لتقليل فواتيرهم الشهرية، ويأتي التوجه نحو الطاقة الشمسية كحل فعال وموفر، خاصة فى المناطق السكنية الجديدة والمنازل المستقلة التي تتوفر فيها المساحة اللازمة لتركيب الألواح الشمسية على الأسطح.
الطاقة الشمسية.. حل طويل الأمد وموفر للطاقة
وفي السياق، قال الدكتور أحمد حسين، أستاذ علم الطاقة المتجددة، إن الطاقة الشمسية واحدة من أنجح الحلول المستدامة لتوليد الكهرباء على مستوى الأفراد، حيث توفر نظام مستدام قليل التكلفة لتشغيل الأجهزة المنزلية وتقليل الاعتماد على الشبكة القومية للكهرباء.
وأوضح، فى تصريح خاص لـ "نيوز رووم" أن تكلفة تركيب النظام الشمسي المنزلي الذي يغطي الاستهلاك الأساسي مثل الإضاءة وتشغيل الأجهزة المنزلية تتراوح ما بين 40 إلى 60 ألف جنيه، بينما تتجاوز تكلفة الأنظمة الأكبر حاجز 100 ألف جنيه.
مكونات النظام الشمسي المنزلي
وأضاف أن النظام الشمسي المنزلي يتكون من مجموعة مكونات أساسية التي تضمن استدامة الأداء وكفاءة الإنتاج:
1-الألواح الشمسية: تقوم بتحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية.
2-المحول الكهربائي (Inverter): يقوم بتحويل التيار المستمر إلى تيار متردد قابل للاستخدام في الأجهزة المنزلية.
3-منظم الشحن: لضبط كمية الطاقة المتدفقة إلى البطاريات أو الشبكة.
4-بطاريات التخزين: في حال عدم الربط مع الشبكة القومية، توفر البطاريات الطاقة لتخزين الفائض للاستخدام في فترات الليل.
5-الكابلات ونظام التثبيت: لضمان توصيل الأجزاء المختلفة من النظام بشكل آمن وفعال.
وأوضح انه للبدء في تركيب النظام، يحتاج المواطن إلى التواصل مع شركات متخصصة معتمدة، التي تقوم بدراسة استهلاك الكهرباء وتحديد السعة المناسبة للنظام الشمسي. كما يمكن للمواطن التقديم على عداد تبادلي مع شركة الكهرباء في حال رغبته في الربط مع الشبكة، مما يسمح له ببيع الفائض من الطاقة المنتَجة.
التمويل والفرص المتاحة
وأشار أستاذ علم الطاقة أنه رغم عدم وجود دعم حكومي مباشر لتركيب الألواح الشمسية على مستوى الأفراد، هناك بعض البنوك التي تقدم قروض لتشجيع المواطنين على الاستثمار في هذه المشروعات.
مصر تسير بقوة وسرعة نحو الريادة في استخدام الطاقة الشمسية
من جانبه أكد الدكتور بسيم يوسف، رئيس شعبة الطاقة الجديدة والمتجددة باتحاد الصناعات، أن مصر تسير بقوة وسرعة نحو الريادة في استخدام الطاقة الشمسية، مشيرًا إلى أن الشمس الساطعة على مدار العام تعد ثروة قومية يجب استغلالها بالشكل الأمثل.
وأضاف يوسف، في تصريحات خاصة ل"نيوز رووم" ، أن معدل سطوع الشمس في ألمانيا لا يقارن بمصر، ورغم ذلك يتم توليد نحو ثلث الطاقة في هذا البلد الأوروبي من الطاقة الشمسية، مما يبرز الإمكانات الهائلة التي تمتلكها مصر في هذا المجال.
إقتراح إطلاق مبادرة حكومية بقيمة 3 مليارات جنيه وبفائدة 12%
وأوضح يوسف أن تكلفة توطين استخدام الطاقة الشمسية لم تعد مرتفعة كما في الماضي، ورغم أن كلفتها الاستثمارية لا تزال مرتفعة نسبيًا، إلا أنها تعد الأقل تكلفة على المدى الطويل مقارنة بالطاقة التقليدية.
واقترح إطلاق مبادرة حكومية بقيمة 3 مليارات جنيه وبفائدة 12%، لتمويل المواطنين الراغبين في تركيب وحدات الطاقة الشمسية في المنازل والمشروعات الصغيرة. وأكد أن هذا النموذج موجود في عدة دول أوروبية ويتيح للمواطن دفع أقساط شهرية تساوي قيمة فاتورة الكهرباء المعتادة، وبعد عدة سنوات تنتهي الأقساط ويستمر المواطن في استخدام الطاقة الشمسية مجانًا مدى الحياة.
تشريع جديد يلزم بعدم توصيل المرافق للمدن إلا بعد التعاقد على استخدام الطاقة الشمسية
ويري يوسف انه لابد إلى سن تشريع جديد يلزم بعدم توصيل المرافق للمدن والمجمعات السكنية والمصانع الجديدة إلا بعد التعاقد على استخدام الطاقة الشمسية، مما يسهم في ترسيخ الاعتماد على هذه الطاقة المستدامة.
وشدد على أهمية تكثيف استخدام الطاقة الشمسية في المشروعات الزراعية والآلات الحديثة، وكذلك تطوير وحدات متنقلة للطاقة الشمسية لاستخدامها في مناطق متعددة.
مصر والطاقة المتجددة في رؤية 2030
وأكد الخبيرين أن مصر تسعى جاهدة للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة كجزء من "رؤية 2030"، حيث تهدف إلى أن تشكل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2035.
ومن أبرز المشروعات في هذا المجال هي محطة بنبان للطاقة الشمسية في أسوان، التي تعد واحدة من أكبر المحطات في العالم، وتهدف إلى تعزيز التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص في مجال الطاقة المتجددة.
مؤكدين أن التحول إلى الطاقة الشمسية على مستوى الأفراد يتماشى مع أهداف الدولة في التحول الأخضر، ويساهم بشكل كبير في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى دوره الفعال في تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز أمن الطاقة في مصر.