عاجل

بوتين يعلن هدنة مفاجئة في أوكرانيا: تكتيك سياسي أم فرصة للسلام؟

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في خطوة مفاجئة ومثيرة للجدل، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن هدنة فورية بمناسبة عيد الفصح، في محاولة وصفتها دوائر غربية بأنها تكتيك إعلامي أكثر من كونها بادرة سلمية حقيقية.

جاء الإعلان بعد ساعات قليلة من تصريحات أمريكية طالبت موسكو بإشارة واضحة على استعدادها لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

بادرة حسن نية

وفي تحليل نشره موقع «CNN»، وصف التحرك الروسي المفاجئ، بأنه جاء دون تنسيق مسبق مع أوكرانيا، ما أثار شكوكًا واسعة بشأن أهدافه الحقيقية. وبينما اعتبر مؤيدو موسكو أن الهدنة تمثل "بادرة حسن نية"، رأت أوكرانيا أن الخطوة تفتقر إلى الجدية، خاصة في ظل استمرار القصف الروسي في مناطق التماس، وفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مساء السبت.

تحديات على الأرض

ويطرح الإعلان الروسي تحديات ميدانية كبرى، إذ يصعب على القوات الأوكرانية وقف العمليات القتالية فجأة دون ترتيبات مسبقة. كما يُخشى أن تؤدي الهدنة الأحادية الجانب إلى ارتباك بين الجنود بشأن آليات التطبيق، والتصرف في حال وقوع خروقات، وسبل التعامل مع نهاية فترة التهدئة.

وبحسب مراقبين، قد تتحول هذه الهدنة إلى منصة لتبادل الاتهامات، حيث سيحاول كل طرف تحميل الآخر مسؤولية أي خرق محتمل. ويشير ذلك إلى أن فرص نجاح التهدئة محدودة، وأن الغموض المحيط بتفاصيلها التنفيذية سيقوض فاعليتها على الأرض.

خلفية مشوشة

ليست هذه المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو وقفًا أحاديًا لإطلاق النار في سياق ديني أو إنساني؛ ففي يناير 2023، أطلقت روسيا نداءً مماثلًا خلال عيد الميلاد الأرثوذكسي، إلا أن كييف ودول غربية اعتبرته حينها مجرد "استراحة استراتيجية" لإعادة التموضع العسكري.

وتتزامن الهدنة الجديدة مع هدنة سابقة اتُفق عليها جزئيًا وتشمل البنية التحتية للطاقة، غير أن تفاصيلها كانت ملتبسة، وشهدت تضاربًا في التواريخ والتفسيرات بين موسكو وواشنطن وكييف.

أبعاد سياسية ودبلوماسية

بينما يرى محللون أن الإعلان الروسي يسعى بشكل أساسي لتلبية ضغوط من واشنطن، حيث طالب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، والرئيس دونالد ترامب، بمؤشرات فورية على استعداد موسكو للسلام. ومن المتوقع أن تستثمر موسكو هذه الخطوة في تعزيز روايتها بأن أوكرانيا هي الطرف الرافض للتهدئة.

لكن، من المرجح أن تزيد هذه الهدنة من تعقيد المشهد الدبلوماسي، خاصة إذا اعتبرتها الإدارة الأمريكية "بادرة إيجابية" في حين تتمسك كييف باعتبارها خدعة سياسية.

خاتمة مفتوحة

ورغم رمزية توقيت الإعلان، إلا أن الهدنة تبدو حتى الآن أقرب إلى الاستعراض الخطابي منها إلى مبادرة سلام حقيقية. وإذا لم تُستتبع بتفاهمات ثنائية، فقد تفضي إلى تقويض الجهود الدبلوماسية بدلًا من إنعاشها.

تم نسخ الرابط