استمرار القصف الروسي رغم "هدنة عيد الفصح".. وكييف تشكك في نوايا موسكو

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار من مساء السبت حتى منتصف ليل الأحد بمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي، إلا أن القوات الروسية واصلت عملياتها العسكرية على عدة جبهات، بحسب ما أكده الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس": "الهجمات الروسية مستمرة في عدد من محاور القتال، وقصف المدفعية لم يتوقف، ما يؤكد أن كلمات موسكو لا يُعوّل عليها". وأضاف أن بلاده مستعدة لـ"عكس" الموقف إذا طبّقت روسيا وقفًا شاملًا وغير مشروط لإطلاق النار.
موسكو تتهم وتهدد
بوتين، الذي ظهر خلال اجتماع بثه التلفزيون الرسمي مع رئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف، شدد على أن المبادرة تأتي بدافع "الاعتبارات الإنسانية"، متهمًا كييف بانتهاك اتفاقيات سابقة عبر مهاجمة البنية التحتية للطاقة الروسية، ومهددًا برد فوري حال تكرار ذلك.
وتزامن إعلان الهدنة مع انطلاق صافرات الإنذار في العاصمة الأوكرانية، ما أثار شكوك المسؤولين والمواطنين الأوكرانيين حول جدية العرض الروسي. وكتب أنطون غيراشينكو، مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية السابق، عبر مواقع التواصل: "روسيا اعتادت إعلان مثل هذه الهدن ثم خرقها فورًا".
خلافات دبلوماسية ووساطة أمريكية
في ظل تعثر جهود التهدئة، تتداول تقارير صحفية نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم في إطار اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار. وبحسب "بلومبرغ"، قد يشمل الاتفاق منح موسكو نفوذًا في مناطق محتلة أخرى بجنوب وشرق أوكرانيا، مقابل انسحاب محدود.
وتفيد تسريبات بأن البيت الأبيض يدرس تخفيف العقوبات عن موسكو، فيما يتعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لانتقادات بسبب ضغوطه على كييف للتنازل عن أراضٍ غنية بالموارد الطبيعية.
موقف أوكراني حاسم
الرئيس زيلينسكي شدد الأسبوع الماضي على رفضه القاطع لأي حديث عن التخلي عن أراضٍ أوكرانية، قائلًا: "لا يحق لأحد الحديث باسم أوكرانيا بشأن القرم أو غيرها، فهذه أراضٍ تعود لشعبنا وأجيالنا القادمة".
من جانبها، أكدت مصادر أمريكية أن أي اتفاق لا يمكن أن ينجح دون التزام موسكو بوقف كامل للأعمال العدائية، وتقديم ضمانات أمنية لكييف.
التصعيد مستمر ميدانيًا
رغم المبادرات الدبلوماسية، واصل الجيش الروسي ضرباته على المدن الأوكرانية. فقد قُتل شخصان في مدينة خاركيف الجمعة إثر إطلاق ثلاثة صواريخ باليستية على حي سكني، بينما أسفر هجوم سابق على مدينة سومي يوم "أحد الشعانين" عن مقتل 35 شخصًا، بينهم طفلان.
وتُعد شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014 عقب استفتاء غير شرعي، نقطة ارتكاز استراتيجية لعمليات موسكو، حيث انطلقت منها حملة 2022 العسكرية. وتستهدف أوكرانيا بانتظام قواعد الجيش الروسي في القرم، بما في ذلك مقرات أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول.
تبادل أسرى برعاية الإمارات
في خطوة إنسانية نادرة، أعلنت روسيا وأوكرانيا السبت عن تنفيذ عملية تبادل لأسرى الحرب، شملت إطلاق سراح 246 أسيرًا من كل جانب، إضافة إلى مبادلة 31 أوكرانيًا مصابًا بـ15 جنديًا روسيًا جريحًا، بوساطة من دولة الإمارات العربية المتحدة.