عاجل

محافظ أسيوط: تدوير الخردة مشروع قومي.. والتعليم الفني في قلب العملية الإنتاجية

محافظ أسيوط
محافظ أسيوط

أكد اللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، أن المحافظة تبنّت خطة مدروسة قائمة على استقصاء السوق المحلي وتحديد احتياجاته، مشيرًا إلى أن إحدى المفاجآت التي كشفتها الدراسة كانت الطلب المرتفع على الخردة، باعتبارها مصدرًا ذا قيمة اقتصادية كبيرة، ويمكن أن يُدر ملايين الجنيهات حال استغلاله بشكل علمي ومنظم.

وأوضح المحافظ، عبر فضائية "الحدث اليوم"، أن فريق العمل بالمحافظة أجرى أكثر من "بالون اختبار" في مواقع مختلفة، ولاحظ تزايد اهتمام الناس بالخردة، مما دفعهم إلى التحرك نحو تدوير الرواكد الخشبية، والسيارات القديمة، والحديد، والكراسي، والمكاتب.

الخردة والقيمة المُضافة

أشار اللواء أبو النصر إلى أنه تم تصنيف أنواع الخردة المتاحة في مؤسسات المحافظة والتعاون مع شركاء متخصصين في إعادة التدوير، بهدف تحويل هذه المواد المهملة إلى موارد ذات قيمة.

وتابع قائلًا: "بدأنا في استغلال الخشب التالف بإعادة تدويره في ورش المدارس الفنية، وتحقيق دخل للطلاب المشاركين، كما تم تشغيل طلاب اللحام لتشكيل قطع الحديد المهملة إلى أدوات تستخدم داخل المنشآت التعليمية".

وأضاف: "لا توجد سيارة تُكهَّن طالما أن الشاسيه سليم. أي سيارة تعرضت لحادث يمكن تفكيكها وتوظيفها كوسيلة تدريب حقيقية لطلاب التعليم الفني في أقسام الميكانيكا"، مؤكدًا أن هذا النموذج يسهم في رفع مهارات الطلاب وتزويدهم بخبرة عملية يصعب اكتسابها في القاعات النظرية.

المخلفات من عبء بيئي 

وأكد المحافظ أن رؤية أسيوط لإدارة المخلفات لا تتوقف عند الخردة فحسب، بل تشمل منظومة متكاملة تبدأ من جمع القمامة بشكل منظم، مرورًا بفرزها وتصنيفها، وصولًا إلى استخدامها في مصانع السماد وأفران مصانع الأسمنت.

وقال: "لا نلقي بأي شيء.. كل المخلفات يتم توجيهها لجهات متخصصة، ومنها ما يُعاد تدويره كسماد عضوي، أو يُستخدم كوقود بديل، وهي خطوات حقيقية نحو الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري".

من الابتكار إلى التطبيق

وفي سياق حديثه عن دعم الابتكار، أشاد اللواء هشام أبو النصر بإحدى الطالبات التي فازت بمسابقة أوروبية من خلال مشروع حول "الدودة السوداء"، وهي حشرة تتغذى على النفايات وتُحسّن خصوبة التربة بإنتاج سماد عضوي طبيعي.

وأكد أن دعم الشباب وتمكينهم من الابتكار هو المحور الأساسي لأي تنمية حقيقية، لافتًا إلى أن المحافظة تفتح أبوابها أمام كل فكرة قابلة للتطبيق تسهم في خدمة البيئة والمجتمع.

<strong>محافظ أسيوط </strong>
محافظ أسيوط 

أسيوط نموذج للحوكمة البيئية 

واختتم المحافظ حديثه بالتأكيد على أن التكامل بين الإدارة المحلية، وجمعيات المجتمع المدني، وطلاب التعليم الفني، وهيئات النظافة، يمثل نموذجًا ناجحًا يمكن تعميمه في باقي المحافظات.

وشدد على أن الهدف ليس فقط التخلص من الخردة والمخلفات، بل تحويلها إلى فرص تعليمية واستثمارية، ترفع وعي المجتمع وتحسن جودة الحياة.

تم نسخ الرابط