كاتدرائية جميع القديسين تتزين بالأضواء احتفالا بعيد القيامة المجيد

تزينت كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك، اليوم السبت، بالأضواء احتفالا بعيد القيامة المجيد لقداس العيد الذي يترأسه المطران الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأنجليكانية.
بدأت صلوات قداس عيد القيامة المجيد منذ قليل، بعد أن دقت أجراس الكاتدرائية لتعلن بدء الصلوات، وقد وفرت الكنيسة البث المباشر، ليذاع قداس العيد على قناة الصفحة الرسمية للكنيسة الأسقفية بمصر، بالإضافة إلى توفير ترجمة لغة الإشارة للصم وضعاف السمع بالقداس.
جدير بالذكر أن إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية هو الإقليم الـ41 للكنيسة الأسقفية حول العالم ويضم تحت رئاسته 10 دول هي (مصر، ليبيا، تونس، الجزائر، إرتريا، إثيوبيا، جيبوتي، الصومال، تشاد، موريتانيا)، حيث يخضع هذا الإقليم لرئاسة المطران الدكتور سامي فوزي رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية.
وفي مصر بدأت خدمة الكنيسة الأسقفية عام 1815م، ثم تأسست أول كنيسة أسقفية في الإسكندرية 1839م، عندما منح "محمد علي باشا" والي مصر، قطعة أرض في ميدان المنشية بالإسكندرية لإقامة كاتدرائية القديس مرقس الأسقفية.
يُعد عيد القيامة المجيد، أو كما يُعرف بعيد الفصح، من أعظم وأقدس الأعياد في العقيدة المسيحية، حيث يُحيي فيه الأقباط ذكرى قيامة السيد المسيح من بين الأموات في اليوم الثالث بعد صلبه، وفقًا لما ورد في الكتاب المقدس.
وتمثل هذه المناسبة ذروة الإيمان المسيحي، إذ تؤكد على الغلبة على الموت، وبداية عهد جديد من الرجاء والخلاص. ويُعد العيد تتويجًا لفترة الصوم الكبير، التي يتقرب فيها الأقباط إلى الله بالتوبة والصلاة والصوم، استعدادًا لاستقبال نور القيامة المجيد الذي يُبشّر بالحياة الأبدية.
ويأتي عيد القيامة بعد صوم طويل دام خمسين يومًا يُعرف بالصوم الكبير، وهو زمن تعبدي تتخلله التوبة والنسك والصلاة والتأمل في آلام المسيح وموته على الصليب، تمهيدًا لاستقبال فرحة القيامة. ويبدأ أسبوع الآلام، الذي يسبق العيد، بسعف النخيل في أحد الشعانين، ويتخلله العديد من الصلوات الطقسية والقراءات الإنجيلية التي تعكس عمق المعاناة التي مر بها السيد المسيح حتى لحظة قيامته.
وتحمل القيامة في وجدان المسيحيين، خاصة في الشرق، معنى روحيًا وإنسانيًا عميقًا، فهي ليست فقط ذكرى تاريخية، بل هي دعوة متجددة للإيمان بالرجاء وسط المعاناة، والتشبث بالأمل رغم صعوبات الحياة، وتصديق الوعد الإلهي بأن النور لا بد أن يغلب الظلام في نهاية الطريق. ولذلك، فإن احتفالات عيد القيامة لا تقتصر على الطقوس الدينية فقط، بل تمتد لتشمل مظاهر الفرح والبهجة في البيوت والشوارع، وتُعبر عن روح المحبة والسلام التي يجسدها هذا العيد المجيد.