عاجل

استثمارات بـ535 مليون دولار.. إجراءات مواجهة تراجع إنتاج الغاز

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لماذا عادت مصر لاستيراد الغاز رغم امتلاكها أكبر حقل في المتوسط؟" .. تساؤل يطرح نفسه مع التراجع الحاد في إنتاج الغاز المصري خلال العامين الأخيرين، رغم الإنجاز الكبير الذي تحقق في 2018 بإعلان الاكتفاء الذاتي من الغاز. فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع في الإنتاج، وهل هناك حلول ممكنة لهذا التحدي؟

حكاية حقل ظهر

مع اكتشاف حقل ظهر العملاق بالبحر المتوسط  عام 2015 أعلنت شركة إيني الإيطالية صاحبة امتياز الحقل إن حجم احتياطيات الحقل تصل إلى 30 تريليون قدم مكعب ، وهو ما يعادل حوالي 5.5 مليار برميل من المكافئ النفطي ، متجاوزًا حقل ليفياثان الإسرائيلي وفي ظل هذا الإعلان اتجهت أنظار العالم لمصر صاحبت الاكتشاف الأضخم في منطقة المتوسط ، ويقع الحقل في منطقة شروق البحرية على بعد 200 كيلومتر شمال مدينة بورسعيد المصرية.

هذا الاحتياطي الضخم يضاعف ثروة مصر من الغاز الطبيعي، ويضعها في مقدمة الدول المنتجة للغاز.

مراحل الإنتاج والنمو

استمر إنتاج الغاز من حقل ظهر في التزايد، حيث وصل في 2022 إلى 2.7 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، وبلغت صادرات الغاز 8 ملايين طن، مقارنة بـ7 ملايين طن في 2021. إلا أن بداية 2023 شهدت تراجعًا ملحوظًا في إنتاج الحقل، حيث انخفض الإنتاج بنسبة 11.5%، مما دفع الحكومة إلى وقف تصدير الغاز في يوليو 2023 لتلبية الطلب المحلي.

بداية الأزمة

لكن مع بداية 2023، بدأت المؤشرات تنذر بأزمة، حيث  انخفض إنتاج حقل ظهر بنسبة 11.5%، مما دفع الحكومة إلى وقف تصدير الغاز في يوليو لتلبية الطلب المحلي، تزامنًا مع تخفيف الأحمال الكهربائية. 

حرب غزة

وفي أكتوبر من العام نفسه، زادت الأمور تعقيدًا مع توقف إسرائيل عن ضخ الغاز بسبب الحرب في غزة، قبل أن تستأنف الضخ بكميات أقل.

حتى بعد عودة التوريد إلى المعدلات المعتادة (1.1 مليار قدم مكعبة يوميًا)، وجهت مصر هذه الكميات إلى السوق المحلي، ثم عادت إلى استيراد الغاز المسال لسد الفجوة.

بحلول 2024، سجل إنتاج الغاز المصري تراجعًا واضحًا، إذ بلغ 4.287 مليار متر مكعب يوميًا.

وفي يناير 2025، فقد انخفض الإنتاج إلى 3.69 مليار متر مكعب، وهو الأدنى منذ فبراير 2017.

أما حقل ظهر، فقد شهد نزيفًا متواصلًا في الإنتاج:

أرقام تراجع إنتاج ظهر

ديسمبر 2024: 1.56 مليار قدم مكعبة يوميًا

يناير 2025: 1.49 مليار قدم مكعبة يوميًا

فبراير: 1.40 مليار قدم مكعبة يوميًا

مارس: 1.36 مليار قدم مكعبة يوميًا

أبريل (أول 10 أيام): 1.33 مليار قدم مكعبة يوميًا

وتشير التوقعات إلى استقرار الإنتاج عند 1.30 مليار قدم مكعبة فقط بنهاية 2025.

طوق النجاة .. سفينة الحفر "سايبم 10000"

في مواجهة هذا التراجع، استعانت مصر عبر سفينة الحفر "سايبم 10000" التي وصلت حقل ظهر في يناير 2025 لحفر 3 آبار جديدة باستخدام تقنيات متقدمة .. وتشمل الخطة حفر آبار ظهر-13 وظهر-6 وظهر-9، باستخدام تقنية "coiled tubing" للمرة الأولى في المياه العميقة.

استثمارات تقدر بـ535 مليون دولار للعام المالي الحالي

ورصدت الحكومة المصرية، بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، استثمارات تقدر بـ535 مليون دولار للعام المالي الحالي، كما تتفاوض الشركة مع كيانات دولية، أبرزها بيكر هيوز، لحفر بئرين إضافيين باستثمارات تصل إلى 400 مليون دولار.

وأجمع الخبراء والمتخصصون أن تراجع حجم الإنتاج في ظهر يرجع لأسباب فنية بحتة نتيجة التناقص الطبيعي في إنتاج الحقول، والحل يكمن في استثمارات دورية وتكنولوجيا متطورة للحفر والصيانة.

بينما تبقى الأنظار معلقة على قدرة هذه الجهود في استعادة توازن الإنتاج، يظل ملف الغاز في مصر أحد أهم التحديات الاستراتيجية التي تمس الأمن القومي والاقتصاد معًا.

 

تم نسخ الرابط