دي فانس يلتقي مسؤولين من الفاتيكان انتقدوا سياسات ترامب

أفاد تقرير لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، بأن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، توجه إلى الفاتيكان، السبت، للقاء كبار مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية الذين انتقدوا سياسات إدارته بشدة، في أول لقاء من نوعه منذ تولي الرئيس دونالد ترامب الرئاسة.
وذكر تقرير للصحيفة الأمريكية، أن فانس توجه السبت، ومعه عائلته، إلى لقاء مع الكاردينال بييترو بارولين، كبير الدبلوماسيين لدى البابا فرانسيس.
وقال التقرير إن هذا اللقاء جاء بعد محادثاته مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في روما ، الجمعة، حيث تناولوا التوترات التجارية في ظل الحروب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورغم أن اللقاء مع بارولين هو أول اتصال من نوعه بين فانس والفاتيكان، لم يلتقِ بعد بالبابا فرانسيس نفسه، رغم أن هناك توقعات بأن يتم اللقاء في عيد الفصح المقبل إذا سمحت صحة البابا بذلك.
وانتقد البابا وبارولين ومسؤولون آخرون في الفاتيكان عدداً من سياسات إدارة ترامب، ومنها خططه لترحيل ملايين المهاجرين من الولايات المتحدة وتخفيضاته الواسعة للمساعدات الخارجية وبرامج الرعاية الاجتماعية المحلية.
ووصف البابا فرنسيس حملة إدارة ترامب على الهجرة بأنها “عار”.
اللقاء "ودّي"
وتشير التقارير إلى أن البابا لم يكن يعرب عن محبة كبيرة تجاه فانس أو الرئيس ترامب، حيث كان البابا ينتقد باستمرار السياسات التي تتعارض مع المبادئ الاجتماعية للكنيسة مثل حقوق الإنسان والهجرة.
وأوضح التقرير الأمريكي، أن التوتر بين النظرتين العالميتين ، قد برز في وقت سابق من هذا العام، عندما استخدم فانس مفهوم "أوردو أموريس" اللاهوتي لتبرير سياسات الهجرة التي تتبعها إدارة ترامب، وهو ما أدى إلى توبيخ رسمي نادر من الكرسي الرسولي.
على الرغم من الانتقادات المتبادلة، لا يزال فانس يظهر بعض التصالحية في تصريحاته الأخيرة، حيث أشاد بابا فرانسيس بجهوده في رعاية المؤمنين.
من جانبه، لا يستبعد الفاتيكان احتمال أن تستخدم بعض الأطراف لقاء فانس مع بارولين كمنصة لانتقاد سياسات الفاتيكان، وذلك على غرار هجومه الحاد على بروكسل خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.
وخلال اللقاء الذي جرى بين فانس وبارولين، صدر بيان صحفي وصف اللقاء بالـ "ودّي"، حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول قضايا مثل المهاجرين واللاجئين والحروب.
ولكن يُرجح أن يكون الموضوع الأبرز في محادثاتهم هو سياسة إدارة ترامب تجاه الهجرة، وخاصة تقليص التمويل لوكالة التنمية الأمريكية، ما اعتبره الفاتيكان خطوة تجاه التقليل من جهود الكنيسة الخيرية.
هذه الزيارة تأتي في وقت يواصل البابا فرانسيس معاناته من مشكلات صحية، ويواجه قلقًا من تأثير المحافظين الكاثوليك الأمريكيين على قرارات الفاتيكان في المستقبل. في الوقت ذاته، يُخشى أن يكون لبعض المحافظين الكاثوليك في الولايات المتحدة دور في التأثير على مفاوضات الفاتيكان في ظل الأزمة المالية المستمرة.
يبدو أن العلاقة بين الفاتيكان وفانس ليست واضحة بعد، فبينما يُعتبر الكاردينال بارولين شخصية معتدلة وذو موقف أكثر براغماتية، فإن تساؤلات عن نوايا الفاتيكان ودرجة تأثير السياسة الأمريكية على الكنيسة ما زالت قائمة.