أردوغان: المجازر الإسرائيلية في غزة تكشف زيف القيم الغربية وتفضح النفاق الدولي

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمته التي ألقاها في مؤتمر عام لوقف المرأة والديمقراطية في إسطنبول، أن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة قد أظهرت بشكل جلي مدى زيف ما يُسمى بـ "القيم الغربية".

وبحسب وكالة "الأناضول"،  أكد أردوغان أن ما يحدث في غزة منذ أكثر من 18 شهرًا، بالإضافة إلى الأحداث الأخيرة، أظهر "الفراغ الأخلاقي" الذي يعيشه الغرب. 

وقال إن القيم التي لطالما تبجّح الغرب بتطبيقها قد تلاشت بشكل واضح مع كل طفل وامرأة ورضيع يُقتلون بوحشية على يد إسرائيل.

وتابع الرئيس التركي أن العالم الغربي كان قد فقد جزءًا كبيرًا من تفوقه الأخلاقي، ولكنه اليوم، مع استمرار المجازر في غزة، بات يفقد ما تبقى من هذا التفوق.

 أردوغان أكد على أن تركيا لن تسمح بأن يكون موقفها من القضايا الإنسانية متذبذبًا، مشيرًا إلى أن أنقرة ستظل تدافع عن حقوق الفلسطينيين بشكل مستمر وتعمل على توظيف كافة إمكانياتها السياسية والإنسانية من أجل دعم القطاع.

وأضاف أردوغان في حديثه عن الديمقراطية أن هذه المفاهيم يجب أن تُحرر من الهيمنة الغربية، وأن يتم تقديمها على أنها حقوق وحريات لا يمكن لأي قوة أن تستحوذ عليها أو تسخرها لخدمة مصالحها. 

ودعا إلى إعادة تقديم الديمقراطية للبشرية بصورة تليق بحقوق الإنسان، بعيدًا عن الأيديولوجيات الغربية التي غالبًا ما تكون تابعة لمصالح القوى الكبرى.

وأشار الرئيس التركي أيضًا إلى القضايا المتعلقة بحقوق المرأة، حيث طالب بتحليل نقدي للحملات والشعارات الغربية في هذا المجال.

 وأوضح أن هذه الحملات قد تحمل أبعادًا قد تتعارض مع ثقافات المجتمعات الأخرى، مع التشديد على أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية في ظل الهجمات التي تستهدف القيم المجتمعية الأصيلة.

وفيما يتعلق بالمعارضة التركية، وجه أردوغان انتقادات لاذعة لها بسبب دعمها لسياسات إلغاء الهوية الجنسية، وقال إن الغرب نفسه بدأ في العودة عن هذه السياسات بعد أن اكتشف تبعاتها الاجتماعية السلبية.

 وأضاف أن الدفاع عن الهوية الثقافية والعائلية هو أمر أساسي، وأكد أن تركيا لن تسمح باستخدام قضايا الهوية والجنس كأدوات لتحقيق مكاسب سياسية.

تأتي تصريحات أردوغان في وقت يشهد فيه قطاع غزة حالة من التدهور الإنساني المتسارع. حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة القتلى جراء القصف الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 قد وصلت إلى 51,157 شهيدًا، بالإضافة إلى 116,724 مصابًا.

 وقد شهد القطاع تصعيدًا كبيرًا في الهجمات الجوية والبرية، مع استمرار الحصار المفروض على القطاع، مما يزيد من معاناة المدنيين، خاصة في ظل النقص الكبير في المواد الأساسية والمساعدات الإنسانية.

وفي هذا السياق، حمّل الرئيس التركي المجتمع الدولي مسؤولية ما يجري في غزة، مؤكدا أن الصمت الدولي إزاء هذه المجازر يُعد بمثابة تواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي.

 وشدد على أن تركيا ستظل تقف في صف الشعب الفلسطيني، وأن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل مسؤولياته ويعمل على رفع الحصار ووقف المجازر فورًا.