نصف ماراثون فريد في بكين يكشف حدود الروبوتات أمام قدرات البشر

بين التقنية الحديثة والقدرات البدنية، شهدت العاصمة الصينية بكين، يوم السبت، أول سباق نصف ماراثون في العالم تشارك فيه روبوتات تسير على قدمين إلى جانب عدائين بشريين، في فعالية تستعرض الطموحات الصينية في مجال تطوير الروبوتات.
وبحسب “CNN”، شارك في السباق الذي أقيم في منطقة ييزوانج، المعروفة باحتضانها لعدد من شركات التكنولوجيا المتقدمة، أكثر من 20 روبوتًا إلى جانب 12 ألف متسابق بشري، في مسار بلغت مسافته 21 كيلومترًا، تخللته منحدرات خفيفة ومنعطفات حادة.
ورغم الطموح الكبير، لم تتمكن الروبوتات من مجاراة الأداء البشري، حيث ظل السبق واضحًا للبشر في هذا الميدان.

الروبوتات تتحدى وتسقط
على الرغم من التقدم التقني الملحوظ، واجهت بعض الروبوتات تحديات واضحة في التوازن والتحكم، بل فقد بعضها السيطرة في بداية السباق، كما سُمح للفرق المشاركة بتبديل الروبوتات التي تعثرت، مقابل غرامة زمنية قدرها عشر دقائق لكل عملية تبديل. كذلك، تلقى الروبوتات دعمًا في شكل بطاريات جديدة بدلًا من محطات التزود بالماء التي يستخدمها العداؤون البشر.
تيانجونج ألترا في المقدمة
الروبوت "تيانجونج ألترا"، من تطوير مركز بكين لابتكار الروبوتات البشرية، كان أول روبوت يعبر خط النهاية، مسجلاً زمنًا قدره ساعتين و40 دقيقة.
ورغم هذا الإنجاز، فإن الفارق لا يزال كبيرًا؛ إذ يبلغ الرقم القياسي العالمي البشري لنصف الماراثون 56 دقيقة و42 ثانية، والمسجل باسم العداء الأوغندي جاكوب كيبليمو. أما الفائز من فئة الرجال في سباق يوم السبت، فأنهى السباق في ساعة ودقيقتين فقط.

سباق تقني بوجه إنساني
السباق لم يكن مجرد منافسة رياضية، بل جاء في إطار جهود الصين لتعزيز مكانتها في قطاع الروبوتات المتقدم. إذ تشارك فيه فرق من جامعات ومؤسسات بحثية وشركات، في وقت تواصل فيه بكين سعيها لتقليص الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة، التي لا تزال تقود السباق العالمي في هذا المجال.
ووفق وثيقة صادرة عن وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية عام 2023، تُعتبر الروبوتات البشرية "حدًا جديدًا في ميدان المنافسة التكنولوجية العالمية"، مع تحديد أهداف لإنتاجها على نطاق واسع وتأمين سلاسل التوريد الخاصة بمكوناتها الأساسية بحلول عام 2025.

الذكاء الاصطناعي والروبوتات
يأتي هذا السباق في وقت يتزايد فيه الجدل عالميًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على مستقبل العمل والمجتمع.
فعلى الرغم من التقدم اللافت في قدرات هذه النماذج، لا يزال البشر يحتفظون بتفوق واضح في ميادين متعددة، وعلى رأسها القدرة الحركية والتفاعل الفوري مع البيئة.
وبينما تتوالى المقاطع المصورة على الإنترنت لروبوتات صينية تقوم بحركات رياضية معقدة، مثل ركوب الدراجات وتنفيذ الركلات والقفزات، إلا أن أداء الروبوتات في هذا السباق يُظهر أن الطريق لا يزال طويلاً قبل أن تتفوق الآلة على الإنسان في جميع المجالات.