عاجل

جاستين توماس: وعود ترامب السياسية "استراتيجية ربح ذاتي" (فيديو)

الصراع الامريكي الايراني
الصراع الامريكي الايراني

قال جاستين توماس راسل، مدير مركز نيويورك للشؤون السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتاد تبني استراتيجيات سياسية قائمة على المكاسب الشخصية المباشرة، لافتًا إلى أن الكثير من تصريحاته التي أطلقها في عدد من القضايا الدولية، كانت تحمل طابعًا دعائيًا أكثر منها عمليًا.

وأضاف راسل، خلال مداخلة أجراها عبر تقنية "سكايب"، في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي» المذاع على شاشة القاهرة الإخبارية، أن ترامب كثيرًا ما روج لنفسه باعتباره رجل الحلول السريعة والحاسمة، مشيرًا إلى أنه أعلن سابقًا قدرته على إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي خلال أسابيع، وكذلك حسم الحرب الروسية الأوكرانية في يوم واحد، لكن الواقع السياسي أثبت عجز هذه الوعود عن تحقيق نتائج حقيقية.

خطاب دعائي بلا نتائج 

وأكد الخبير الأمريكي أن وعود ترامب، رغم أنها جذبت اهتمام الرأي العام الأمريكي والدولي، لم تُترجم إلى خطوات عملية على الأرض خلال فترة رئاسته. موضحًا أن هذا الأسلوب الذي يعتمد على الخطاب الشعبوي والمبالغات السياسية، يُستخدم غالبًا لأغراض انتخابية وشخصية، أكثر منه نابعًا من خطط مدروسة أو إرادة سياسية جادة.

وأشار إلى أن إدارة ترامب كانت تفتقر إلى رؤية متماسكة للسياسة الخارجية، وأن الكثير من التحركات التي قام بها، سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا، عكست توجهات فردية غير مستندة إلى مؤسسة دبلوماسية متكاملة.

موقف متشدد تجاه إيران

وفي سياق الحديث عن السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، أوضح راسل أن إيران تمثل تهديدًا استراتيجيًا دائمًا في نظر الإدارات الأمريكية المتعاقبة، بما في ذلك إدارة ترامب، مضيفًا أن واشنطن ترى في طهران مصدر قلق عميق لأمنها القومي، خاصة بسبب برامج التسلح المتقدمة والترسانة النووية الإيرانية التي تثير مخاوف المجتمع الدولي.

ونوه إلى أن الولايات المتحدة تتعامل مع إيران ليس فقط كخصم سياسي، بل كعامل اضطراب إقليمي قد يؤدي إلى زعزعة استقرار دول المنطقة، خاصة حلفاء واشنطن الرئيسيين وعلى رأسهم إسرائيل.

إسرائيل والخطر الإيراني

وتطرق مدير مركز نيويورك للشؤون السياسية إلى التوترات المحتملة بين إيران وحلفاء الولايات المتحدة، مشددًا على أن إسرائيل ترى في إيران تهديدًا وجوديًا. وأكد أن تصاعد التهديدات الإيرانية قد يدفع تل أبيب إلى ردود فعل استباقية، ما يُنذر بإشعال مزيد من التوتر في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن أي مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل لن تبقى محصورة في حدود البلدين، بل قد تتحول إلى صراع إقليمي واسع النطاق تتورط فيه أطراف دولية أخرى، ما يهدد الأمن والاستقرار العالمي.

<strong>القاهرة الاخبارية </strong>
القاهرة الاخبارية 

أمريكا وسياسات كبح إيران

وعن النهج الأمريكي الحالي، قال راسل إن الولايات المتحدة تواصل اتباع سياسات الضغط والعقوبات ضد طهران بهدف احتواء طموحاتها النووية والعسكرية. كما تعمل على تعزيز شراكاتها الدفاعية والاستخباراتية مع الدول العربية في المنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية المحتملة.

وأكد أن الملف الإيراني سيظل في قلب أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، سواء في عهد ترامب أو غيره، ما دامت طهران تواصل أنشطتها التي تُوصف بأنها "عدائية واستفزازية".

الرهانات الأمريكية

اختتم جاستين توماس راسل حديثه بالتأكيد على أن الشرق الأوسط سيبقى أحد أكثر الملفات حساسية وتعقيدًا في السياسة الخارجية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الخطابات السياسية وحدها لن تكون كافية للتعامل مع التحديات المتزايدة في المنطقة، بل إن الأمر يتطلب رؤى استراتيجية مدروسة وسياسات متوازنة تُراعي ديناميكيات الواقع الإقليمي والعالمي.

تم نسخ الرابط