عاجل

هل بدأ سقوط الدولار؟.. انخفاض 9% يربك الأسواق وخبراء يوضحون تأثيره على مصر

تراجع مؤشر الدولار
تراجع مؤشر الدولار 9%

في واحدة من أسوأ بدايات الأعوام في تاريخ تداول الدولار، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 9% أمام سلة من العملات الرئيسية، وهو ما اعتبره خبراء الاقتصاد ضربة قاسية للعملة الأمريكية، قد تغير من مكانتها الدولية إذا استمرت المؤشرات في التراجع.

أسباب تراجع الدولار عالميًا

ويعود الانخفاض الحاد في مؤشر الدولار إلى مجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية، أبرزها:

- تصاعد السياسات الحمائية التي تبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الولايات المتحدة.

- ردود أفعال دولية مضادة أضعفت الثقة في جدوى الاستثمار في الولايات المتحدة.

- تقليص الصين – أكبر مستثمر في السندات الأمريكية – لحيازاتها، وتوجهها نحو عملات أخرى.

- فشل محاولات الفيدرالي الأمريكي في استعادة الثقة عبر رفع أسعار الفائدة.

- تنامي شهية الأسواق العالمية للذهب والفرنك السويسري والين الياباني كبدائل أكثر استقرارًا.

قرارات ترامب تهزم الدولار

وتعليقًا علي ذلك، أرجع الدكتور صلاح فهمي، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، التراجع في قيمة الدولار إلى الإجراءات "العدوانية" التي اتخذها ترامب، خاصة في ملف الرسوم الجمركية، مؤكدًا أن تلك السياسات أضرت بالأسواق العالمية، وأحدثت ارتباكًا في حركة التجارة الدولية.

وأوضح فهمي، في تصريح لـ "نيوز رووم"، أن "النظام الاقتصادي العالمي قبل ترامب كان يقوم على قاعدة الكل يكسب، لكن ترامب قلب المعادلة وبدأ يهاجم شركاء بلاده التجاريين، سعيًا لتعديل الميزان التجاري لصالحه".

وأضاف أن الأسواق لم تتحمل تبعات هذه السياسات، حيث انعكس ذلك في انهيارات متتالية بأسواق المال والعملات المشفرة، وبدأ المستثمرون في البحث عن بدائل للدولار منذ أكثر من ثلاث سنوات.

سعر الدولار مقابل الجنيه

وحول تأثير هذا التراجع على السوق المصري، أوضح فهمي أن الدولار حافظ على مستوى شبه ثابت يتراوح بين 48 و49 جنيهًا في السوق المحلية خلال الأشهر السبعة الماضية، لكن هذا الثبات كان هش، إذ إن العرض من الدولار محدود، واحتياطي النقد الأجنبي لا يتجاوز 50 مليار دولار، ما ينذر بمزيد من الارتفاع في حال لم تعالج الفجوة الدولارية سريعًا، بضخ مزيد من الاستثمارات العربية قريبًا وتعزيز التحويلات الدولارية واستعادة عائدات قناة السويس والسياحة لمستوياتها قبل الأزمة.

الدولار يفقد الثقة لأول مرة منذ عقود

بدوره، أكد الدكتور كريم العمدة، الخبير الاقتصادي، أن تراجع الدولار جاء رغم صموده المؤقت منذ الأزمة الأوكرانية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة اعتمدت على رفع الفائدة لجذب رؤوس الأموال إلى سنداتها، لكن قرارات ترامب "الاستفزازية وغير المدروسة" ضربت الثقة في العمق.

وأضاف العمدة، في تصريح لـ "نيوز رووم"، : "لأول مرة منذ عقود، نرى اتجاهاً عامًا عالميًا للتخلي عن الدولار كعملة ادخار أو استثمار، والصين بدأت بالفعل تخفف من استثماراتها في السندات الأمريكية.

وتابع أن الأسواق بدأت تفضل الملاذات الآمنة كالذهب والفرنك السويسري والين الياباني، ما يضعف من جاذبية الدولار ويهدد مكانته، كما أشار إلى أن الدولار بدأ يتراجع أمام الجنيه المصري من 51 إلى 50 جنيهًا، ومن المتوقع أن يشهد مزيدًا من التراجع إذا استمر المؤشر في الهبوط عالميًا.

تم نسخ الرابط