سبت "النور المقدس" طقوس روحية في قلوب الأقباط المصريين

المحتويات
يُعد " سبت النور" من أكثر الأيام قداسة وروحانية في التقويم القبطي، ويحتل مكانة خاصة في قلوب الأقباط في مصر، يُصادف هذا اليوم السبت الذي يسبق عيد القيامة المجيد، ويُعرف أيضًا باسم "السبت العظيم"، ويمثل سبت النور فترة ترقّب واحتفال، حيث ينتظر الأقباط ظهور النور المقدّس من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالقدس، في ظاهرة يعتبرها المؤمنون معجزة إلهية تتكرّر كل عام.
الاستعدادات المبكرة والطقوس بالكنسية
تبدأ استعدادات الأقباط لسبت النور منذ صباح اليوم، إذ يرتدي الكهنة والشمامسة الملابس الكهنوتية البيضاء، التي ترمز إلى النقاء والفرح الروحي، بعد أسبوع الالام ، وتُقام صلوات " السبت العظيم " التي تُعد من أطول الصلوات في السنة، تبدأ الصلاة فجرًا، وتُتلى خلالها قراءات من العهدين القديم والجديد، وتُرافقها تراتيل حزينة تعبّر عن آلام المسيح، لكن الأمل يظل حاضرًا في قلوب المصلين في انتظار القيامة المجيدة.
طقس النور المقدّس
في ظهيرة سبت النور، تتوجّه الأنظار إلى كنيسة القيامة بالقدس، حيث يترقّب الأقباط ظهور النور المقدس من قبر المسيح، ويصف الشهود هذا النور بأنه يظهر في شكل لهب أزرق لا يحرق، وتُستخدم شموع خاصة لإشعاله وتوزيعه على المؤمنين، وبالرغم من أن الحدث يقع خارج الأراضي المصرية، إلا أن تأثيره الروحي يصل إلى الكنائس القبطية في الداخل، إذ يتم نقل الحدث على شاشات التلفاز أو عبر البث المباشر، وتُضاء الشموع في الكنائس إيذانًا ببدء الاحتفال بقيامة السيد المسيح.

عادات شعبية وبهجة روحانية
إلى جانب الطقوس الدينية، يتميّز سبت النور في مصر بطقوس شعبية متوارثة، منها إشعال الشموع في البيوت والكنائس، وتزيين المذابح بالورود البيضاء رمزًا للقيامة والحياة الجديدة، كما تقوم بعض العائلات القبطية بتحضير مأكولات خاصة استعدادًا لعيد القيامة، إذ ينتهي الصوم الكبير الذي استمر خمسة وخمسين يومًا، ويبدأ الاحتفال بالأطعمة التي غابت طويلًا عن المائدة.

وضع الكحل في سبت النور
هو من العادات الشعبية القديمة المنتشرة بين المصريين بشكل عام ،وخصوصًا بين النساء والأطفال، وعلى الرغم من أن هذه العادة ليست من الطقوس الكنسية الرسمية، فإنها تحمل دلالات رمزية وروحية لدى من يمارسونها.
يُقال إن الكحل في سبت النور يرمز إلى النور الإلهي الذي خرج من قبر المسيح، وبالتالي فإن تكحيل العيون في هذا اليوم يُعتبر بمثابة طلب للبركة والنور الداخلي والبصيرة الروحية
وتنتشر عادة تكحيل العيون خاصة بين الأطفال، إذ تقوم الأمهات أو الجدّات بتكحيلهم فجر سبت النور، بعد حضور الصلاة أو أثناءها، إيمانًا بأن هذا الفعل يجلب البركة ويحمي من الحسد والمرض.
في بعض البيوت، توزع النساء الكحل على الجيران أو الأقارب، خصوصًا الكحل الطبيعي (الكُحل الحجر) المطحون في الزيت.