عاجل

الأوقاف: التوبة الصادقة انتقال من ذل المعصية إلى عز الطاعة.. فيديو

الشيخ شهاب الأزهري
الشيخ شهاب الأزهري من علماء وزارة الأوقاف

تحدث الشيخ شهاب الأزهري، من علماء وزارة الأوقاف، عن سيرة أحد أكبر الصالحين العارفين بالله، سيدنا بشر بن الحارث الحافي، الذي اشتهر بتوبته وصلاحه بعد حياة مليئة بالمعاصي والشهوات، مشيرا إلى أن الأسلام كله يدعو إلى التوبة.

وقال الشيخ شهاب الأزهري، خلال حلقة برنامج "حياة الصالحين"، المذاع على فضائية الناس، اليوم الخميس، إن بشر بن الحارث الحافي، كان في البداية من أبناء الزوات، وكان يعيش حياة مليئة بالترف والملذات، حيث كان يشرب ويستمتع بوقته مع أصدقائه دون اعتبار للحدود، ومع ذلك، تغيرت حياته تمامًا في لحظة"، مؤكدا وجوب توبة الأنسان عند أرتكابه أى ذنب أو معصية.

وأوضح عالم وزارة الأوقاف: "اللحظة التي تغيرت فيها حياة بشر بن الحارث، هى عندما جاءه رجل وسأله عن حرية أو عبودية مولاه، فأجابته الخادمة قائلاً (حر)، ليقول الرجل في تعليق مؤثر: (لو كان عبداً لأدب نفسه)، فكانت تلك الكلمات سبباً في توبة بشر، حيث قرر أن يعيش حياته حافي القدمين ويتخلى عن شهواته).

 التوبة أعظم درجات الطريق إلى الله

وبين الشيخ شهاب الأزهري، أن هذه اللحظة كانت بداية التوبة الصادقة لبشر، والتي هيأها الله له، رغم أنه كان بعيداً عن طريق الطاعة في البداية، لافتة إلى أن التوبة تعتبر من أعظم درجات الطريق إلى الله، وأنها تفتح أبواب الرحمة والرضا، وأن التوبة الصادقة هي انتقال من ذل المعصية إلى عز الطاعة.

وتحدث الأزهري عن بعض المواقف الأخرى في حياة بشر بن الحارث، مثلما حدث عندما رأى الناس يدوسون على ورقة مكتوب عليها اسم الله عز وجل، فقام بجمع الورقة وتطييبها ووضعها في مكان محفوظ، وبعد هذا الفعل، رآه في المنام من يقول له: "طيبت اسمي فطبت في الدنيا والآخرة"، هذه المواقف تبرز تقديره لله عز وجل وسعيه لتحري الطهارة والصدق في حياته.

وأشار إلى أن بشر بن الحارث كان معروفًا بعفته وورعه، حيث كان يفضل الزهد في الدنيا والابتعاد عن الشهرة والمظاهر، لافتا إلى أن الإمام أحمد بن حنبل كان شديد الإعجاب بمكانة بشر، وقد قال عن بيت بشر "منه يخرج الورع".

 الإنسان الصادق مع الله

واختتم حديثه بحكمة ذكرها بشر بن الحارث، قائلا: "من عامل الله بالصدق استوحش من الناس"، مؤكدًا على أن الإنسان الصادق مع الله سيشعر بالابتعاد عن الدنيا والناس، ويظل متفرغًا لعبادته وطاعته.

تم نسخ الرابط