البيت الأبيض يطلق صفحة إليكترونية حول "حقيقة تصنيع فيروس كورونا"

في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، أطلق البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة عبر موقعه الرسمي، مخصصة لتسليط الضوء على نظرية "تسرب فيروس كورونا من مختبر عالمي"، في إشارة واضحة إلى تبني الإدارة الأمريكية لهذا الطرح المثير للانقسام، بعد أكثر من خمس سنوات على الجائحة.
الصفحة التي حملت طابعًا بصريًا شبيهًا بملصقات أفلام الإثارة الأمريكية، تصدّرها العنوان العريض “تسريب مختبر”، بين كلمتيه يقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بملامح حادة ونظرة صارمة.
وتحت العنوان، كُتب بخط اليد: "الأصول الحقيقية لكوفيد-19"، في محاولة لإضفاء طابع شخصي ومباشر على محتوى الصفحة.
وتضمن المحتوى اتهامات صريحة موجهة إلى وسائل الإعلام، وبعض الساسة، والمؤسسات الصحية الكبرى، على رأسها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، بالإضافة إلى الدكتور أنتوني فاوتشي، الذي لعب دورًا بارزًا في إدارة أزمة كوفيد-19 خلال ذروتها.
منشأ الفيروس الطبيعي
واعتبرت الصفحة أن هؤلاء "ضللوا الرأي العام"، عبر تبني نظرية منشأ الفيروس الطبيعي، مؤكدة في المقابل وجود "أدلة قوية"، بحسب وصفها، على أن الفيروس تم تطويره في مختبر بمدينة ووهان الصينية.
وفي سياق متصل، هاجمت الصفحة الإجراءات الصحية التي اتُخذت خلال الجائحة، من تباعد اجتماعي وإغلاق للمدن وفرض لارتداء الكمامات، ووصفتها بـ "الإجراءات الخاطئة"، ما يعكس تغيرًا ملحوظًا في خطاب الإدارة الحالية أو على الأقل جناح داخلها يسعى لإعادة صياغة رواية الجائحة وملابساتها.
الجدير بالذكر أن مسألة أصل فيروس كورونا لا تزال محل جدل عالمي، حيث لم تتمكن حتى الآن أي جهة علمية أو سياسية من تقديم دليل قاطع بشأن ما إذا كان الفيروس قد انتقل إلى البشر من الحيوان، أم أنه خرج فعليًا من مختبر بشكل عرضي أو متعمد.
ويأتي هذا التحرك في وقت يشهد فيه الداخل الأمريكي حالة من الاستقطاب السياسي بشأن الجائحة وتداعياتها، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو ما يُفسره مراقبون بأنه محاولة لإعادة توجيه الرأي العام وإثارة نقاشات جديدة حول “من المسؤول” عن الكارثة الصحية التي أودت بحياة الملايين وغيّرت ملامح العالم بأسره.