عاجل

باحث سعودي يكشف لـ"نيوز رووم" أثر التقارب الإيرانى السعودي على الأمن الإقليمي

الدكتور فواز كاسب
الدكتور فواز كاسب العنزي

قال الدكتور فواز كاسب العنزي، الباحث السعودى في الشئون الاستراتيجية والأمنية، إن التقارب السعودي الإيراني يمثل نقطة تحول محورية في معادلة الأمن الإقليمي، ويعكس تحولا في العقيدة الأمنية للمملكة العربية السعودية، من الاعتماد على المواجهة المباشرة إلى تبني نهج "الاحتواء المتماسك" والتوازن الاستراتيجي.

وأضاف الباحث في تصريحات لـ “نيوز رووم”،  أن العقيدة الأمنية السعودية الجديدة تقوم على مفاهيم الوقاية، والتحالفات المرنة، وتوسيع مسارات الحوار دون التفريط بالثوابت.

وأكد العنزى أن زيارة وزير الدفاع السعودي إلى طهران تفتح آفاقًا جديدة للتعاون العسكري غير التقليدي، كأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية في مناطق النفوذ المتداخلة كاليمن والخليج، كما تمثل فرصة لإرساء قواعد اشتباك أكثر استقرارًا، تحد من احتمالات التصعيد في ظل التحديات الإقليمية كالحرب في غزة، والتهديدات الحوثية، والوجود الأجنبي في المنطقة".

وأضاف الباحث السعودى في الشئون الاستراتيجية والأمنية أن هذا التقارب يعزز من فرص بناء منظومة أمن إقليمي تعتمد على شراكات تنسيقية متعددة الأطراف بدلا من الاستقطاب السياسي، الذي من شأنه أن يسهم في تخفيف الضغوط على أمن الممرات الملاحية، واستقرار سوق الطاقة، وتحييد المشاريع العابرة للحدود التي تهدد أمن الدول الخليجية.

وقال الباحث السعودى إنه فيما يخص مجالات التعاون، فإنها قد تشمل: التنسيق الأمني على مستوى حرس الحدود وخفر السواحل، والتعاون في أمن الطاقة وحماية المنشآت الحيوية، وتنظيم تدريبات مشتركة في مجالات الإغاثة والأمن البحري، وفتح قنوات للتعاون التقني في مجال أمن المعلومات والفضاء السيبراني.

وأكد أن استمرار هذا التقارب رهن بمدى التزام الطرفين بمبدأ احترام السيادة وعدم التدخل، وتطابق المصالح الأمنية لا الشعارات، وهو ما ينسجم مع تطلعات المملكة العربية السعودية في بناء بيئة إقليمية مستقرة تحقق أمنها الوطني ضمن عقيدتها الأمنية المتطورة.

وكان قد التقى محمد باقري رئيس الأركان الإيراني، وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في طهران، وأعلن جاهزية إيران لتوسيع العلاقات الدفاعية مع السعودية في مختلف المجالات، وأكد باقري، أن العلاقات بين القوات المسلحة الإيرانية والسعودية تشهد تناميا منذ إبرام اتفاقية بكين، وأن أمن المنطقة مصلحة استراتيجية ومشتركة لبلدان المنطقة، وإن سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائمة على توطيد العلاقات مع الجيران.

وأعلن باقري، جاهزية القوات الإيرانية لتوسيع العلاقات الدفاعية الثنائية مع السعودية في المجالات المختلفة وذات الاهتمام المشترك، وأكد على أهمية العلاقات بين البلدين لا سيما في الظروف الخاصة والمعقدة الإقليمية والدولية.

وأكد وزير الدفاع السعودي أن العلاقات المهمة بين البلدين لها أثر كبير في توفير الأمن للبلدين والمنطقة وأن المملكة تصر على تعزيز وتوسيع العلاقات بين البلدين.

وكانت قد أعلنت السعودية وإيران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية، 10 مارس 2023،عقب مباحثات برعاية صينية في العاصمة بكين، وعاد التمثيل الدبلوماسي بين السعودية وإيران، في سبتمبر 2023 لأول مرة منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران في 2016، ثم تم الاتفاق على استئنافها في مارس من العام ذاته.

وكانت السعودية قطعت علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها احتجاجا على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب.

تم نسخ الرابط