كله ماشي بالعكس.. شوارع الغربية في قبضة إمبراطورية التوكتوك وسط غياب المسؤولي

شهدت مدينة طنطا بمحافظة الغربية، اليوم الجمعة، حادثا مروعا أعاد فتح ملف أزمات "التكاتك" غير المرخصة ومخاطرها المتزايدة في الشارع المصري، حيث تم إحباط محاولة خطف سيدة داخل توكتوك بالقرب من كنيسة أبو سيفين والأمير تادرس. وتدخلت قوات الأمن سريعًا عقب استغاثة السيدة وتمكنت من القبض على المتهم، وسط حالة من الذعر بين الأهالي واستنكار واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
هذه الواقعة ليست الأولى من نوعها، فقد بات التوكتوك مصدرًا متكررًا للحوادث والمخالفات، بدءًا من السير عكس الاتجاه، ومرورًا بحوادث الدهس والاصطدام، وانتهاءً بحالات سرقة وخطف، خاصة مع غياب التراخيص الرسمية وعدم وجود رقابة فعالة على قائدي هذه المركبات.
ورغم تلك المخاطر، يرى البعض أن "التوك توك" يمثل شريان حياة لفئة كبيرة من البسطاء. فالشباب العاطل أو من لم يجد فرصة عمل مناسبة يلجأ لقيادته كمصدر دخل يعينه على المعيشة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة. ويوفر التوكتوك وسيلة نقل سريعة وغير مكلفة نسبيًا داخل المناطق الشعبية والقرى التي قد لا تصلها وسائل النقل العامة.
لكن على الجانب الآخر، يشتكي سكان المدن من التكدس المروري والفوضى الناتجة عن تحركات "التكاتك"، والتي تتسم غالبًا بالتهور وعدم الالتزام بقواعد المرور. كما أن غياب التراخيص يفتح الباب أمام العناصر الإجرامية لاستغلال هذه الوسيلة في تنفيذ عمليات خارجة عن القانون دون تتبع واضح.
ويطالب المواطنون بضرورة تنظيم عمل التكاتك من خلال تقنين أوضاعها وإلزام سائقيها بالحصول على تراخيص رسمية، فضلًا عن تحديد خطوط سير واضحة لهم وتكثيف الرقابة المرورية. كما يُناشد البعض الدولة بتوفير بدائل وفرص عمل أخرى للشباب حتى لا يكون التوكتوك هو الخيار الوحيد أمامهم.
تبقى أزمة "التكاتك" عنوانًا مفتوحًا على تناقضات الواقع بين لقمة العيش العسيرة وخطورة الفوضى غير المنظمة، في انتظار حلول جذرية تراعي العدالة والآمان في آن واحد.