روما محطة مفصلية.. موسكو تستضيف طهران قبيل جولة حاسمة من المحادثات النووية

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن المحادثات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد تسفر عن اتفاق خلال جولة السبت في روما، "إذا لم تفرض واشنطن مطالب مفرطة وغير واقعية".
جاءت تصريحات، عراقجى، وفقًا لتقرير نشرته وكالة «Mehr News Agency» الإيرانية، خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة الروسية موسكو مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
وأوضح عراقجي، أن الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في سلطنة عُمان أظهرت "جزءًا من الجدية" من جانب الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن "الاستعداد للتركيز على الملف النووي فقط دون التطرق لقضايا أخرى، يمهد الطريق أمام مفاوضات بناءة".
التفاوض غير المباشر
أوضح الوزير الإيراني، أن بلاده لا تُجري مفاوضات مباشرة مع واشنطن بسبب سياسات "الضغط الأقصى والتهديدات المستمرة"، مضيفًا أن "المفاوضات غير المباشرة ليست غريبة، ويمكن التوصل إلى اتفاق من خلالها".
وشدد عراقجي على أن إيران تتقاسم تطورات المفاوضات النووية بشكل دائم مع روسيا والصين، معتبرًا أن لموسكو دورًا محوريًا في التوصل إلى الاتفاق النووي التاريخي لعام 2015 المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)".
دعم روسي للمفاوضات
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف دعم بلاده الكامل للعملية التفاوضية بين طهران وواشنطن.
وقال لافروف إن موسكو "مستعدة لتسهيل الحوار بين الجانبين، بهدف ضمان العودة إلى التزامات الاتفاق النووي السابق وخلق بيئة مستقرة للتعاون النووي السلمي".
الاتفاق النووي ومسار التفاوض
تأتي هذه الجولة الجديدة في روما بعد أشهر من التوترات والتصعيد المتبادل بين إيران والولايات المتحدة، خصوصًا عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب. منذ ذلك الحين، سعت طهران لتعزيز قدراتها النووية، فيما فرضت واشنطن عقوبات قاسية أثرت على الاقتصاد الإيراني.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة حظيت بدعم من الأطراف الأوروبية، إلى جانب روسيا والصين، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي والحد من التوتر في المنطقة.
مستقبل الاتفاق
يُنظر إلى جولة روما كمحطة مفصلية، إذ من المتوقع أن تحدد مسار العودة إلى الاتفاق النووي أو الدخول في مرحلة جديدة من التصعيد. ويبقى مدى مرونة المطالب الأميركية، ومدى استعداد إيران لتقديم تنازلات، عاملين حاسمين في نجاح الجولة المقبلة.