بيفطروا "شوربة فول نابت وطعمية".. كيف يحتفل الأقباط بالجمعة العظيمة؟
تكتسي الكنائس القبطية الأرثوذكسية في مصر اليوم بالسواد، إحياءً لذكرى الجمعة العظيمة 2024، والتي تُعد من أقدس وأهم أيام أسبوع الآلام، ويُختتم اليوم، استعدادًا للاحتفال بـعيد القيامة المجيد يوم الأحد 4 مايو المقبل.
الجمعة العظيمة 2024
يُعرف طقس الجمعة العظيمة بأنه أطول طقس كنسي في العام، إذ تبدأ الصلوات من السادسة صباحًا وتستمر حتى السادسة مساءً. وتتضمن الصلوات "صلاة باكر" حتى "صلاة الساعة الثانية عشر"، التي ترمز إلى لحظة دفن السيد المسيح، كما تُتلى الألحان الحزينة التي تعبر عن الحزن والمشاركة في آلام المسيح، وفقًا للطقس الكنسي الأرثوذكسي.
ويحمل كل توقيت من هذه الصلوات رمزية دينية خاصة
- الساعة الثالثة: ترمز إلى المحاكمة
- الساعة السادسة: بداية الصلب
- الساعة التاسعة: لحظة الموت
- الساعة الثانية عشر: وقت إنزال المسيح من على الصليب
صيام الجمعة العظيمة.. انقطاع تام وطعام رمزي
يصوم الأقباط الأرثوذكس يوم الجمعة العظيمة صيامًا انقطاعيًا يبدأ من منتصف الليل وحتى غروب الشمس، أي قرابة 18 ساعة متواصلة، دون تناول الطعام أو الشراب. وبعد انتهاء الصلوات، يفطر الصائمون على وجبات نباتية بسيطة تحمل دلالات رمزية.
من بين أبرز هذه الأطعمة
- الفول النابت: يرمز للحياة الجديدة بعد الموت، إذ يعود للإنبات بعد ثلاثة أيام، تشبيهًا بقيامة المسيح.
- المحشي: يرمز إلى الكفن، في إشارة إلى تكفين السيد المسيح.
- الطعمية والخل: يُضاف الخل تذكيرًا بأن المسيح ذاق الخل أثناء الصلب.
طقوس الجمعة العظيمة داخل الكنيسة
تشهد الكنائس طقوسًا خاصة في هذا اليوم، حيث تُغطى الجدران بالستائر السوداء، وتُضاء الشموع بدلًا من الإضاءة الكهربائية، ويعم السكون أرجاء الكنيسة حتى الساعة السادسة مساءً، تذكيرًا بأن الشمس غابت أثناء صلب المسيح وفق العقيدة المسيحية.
كما لا تُقام صلوات على الموتى خلال هذا اليوم، ويُخصص أسبوع الآلام للصلاة والتأمل فقط، حيث تُتلى قراءات البصخة المقدسة والألحان الحزينة التي تسرد أحداث الأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح على الأرض.
سهرة سبت النور واستعدادات عيد القيامة
وفي وقت متأخر من مساء الجمعة، يعود الأقباط للكنائس مرة أخرى للمشاركة في سهرة "أبو غلمسيس" الشهيرة، وهي صلاة ليلية تمتد حتى صباح سبت النور، وتُختتم بإقامة قداس القيامة الذي يُعد أبرز طقوس الاحتفال بـ"عيد القيامة المجيد".
الجمعة العظيمة 2024.. يوم للحزن والرجاء
ويُعتبر يوم الجمعة العظيمة من أكثر الأيام تقديسًا لدى الأقباط، إذ يجمع بين الحزن العميق على صلب المسيح، والرجاء في قيامته، لذلك، فإن هذا اليوم لا يمر مرور الكرام، بل يُحييه الأقباط بقلوب خاشعة وطقوس روحية وأطعمة ذات معانٍ رمزية تعبّر عن الإيمان بالخلاص والقيامة.
