رسالة من المرشد الإيراني إلى بوتين.. وزير خارجية طهران في موسكو لبحث التحالف

وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية يجري خلالها مشاورات دبلوماسية مع القيادة الروسية حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إن زيارة عراقجي تأتي لـ"التشاور حول قضايا ذات اهتمام وقلق مشترك"، مؤكدًا أن العلاقات بين طهران وموسكو "متميزة" و"راسخة على أسس الفهم المتبادل والاحترام والمصالح المشتركة".
رسالة من خامنئي إلى بوتين
ويرأس عراقجي وفدًا دبلوماسيًا خلال الزيارة، حيث من المقرر أن يسلم رسالة خطية من قائد الثورة الإسلامية في إيران، آية الله السيد علي خامنئي، إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولم تكشف الخارجية الإيرانية تفاصيل محتوى الرسالة، إلا أن مصادر إعلامية أشارت إلى أنها تتناول التطورات المتسارعة في المنطقة والتنسيق الاستراتيجي بين البلدين.
ملفات إقليمية ودولية على الطاولة
من المتوقع أن تتناول المحادثات بين الجانبين عدة ملفات حساسة، من أبرزها تطورات الأوضاع في غرب آسيا، و"جرائم الاحتلال الإسرائيلي"، وفق وصف الجانب الإيراني، إضافة إلى الحرب الجارية في أوكرانيا، ومجريات الحوار غير المباشر بين طهران وواشنطن الذي عُقد مؤخرًا في سلطنة عمان.
وتأتي الزيارة في سياق تعزيز التنسيق الثنائي بين البلدين، في ظل ما تعتبره طهران وموسكو "تهديدات غربية مشتركة"، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية، والعقوبات المفروضة على كلا البلدين من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
تحالفات متشابكة في وجه الضغوط الغربية
تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو في وقت يشهد تصاعدًا لافتًا في وتيرة التعاون الاستراتيجي بين طهران وموسكو، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وازدياد الضغوط الغربية على كلا البلدين. فقد دفع التقارب في المصالح الجيوسياسية والاقتصادية إيران وروسيا إلى تعزيز شراكتهما في ملفات حساسة تشمل الطاقة، والتسليح، والمواقف الموحدة تجاه السياسات الغربية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
وتتقاطع مصالح البلدين أيضًا في مواجهة ما تعتبرانه "هيمنة أمريكية" على النظام الدولي، حيث تدعم طهران موقف موسكو في أوكرانيا، بينما توفر روسيا لإيران مظلة دعم دبلوماسي داخل مجلس الأمن، لا سيما فيما يخص الملف النووي.
وفي الوقت ذاته، تُعد هذه الزيارة جزءًا من تحركات دبلوماسية أوسع لطهران تهدف إلى إعادة التموضع في المشهد الإقليمي، خصوصًا مع تصاعد التوترات في غزة، وتنامي القلق من احتمال اتساع رقعة الصراع في المنطقة، إلى جانب استمرار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.