قيود إسرائيلية تخنق احتفالات المسيحيين الفلسطينيين بعيد الفصح فى القدس

أجواء خاشعة خيمت على ساحة كنيسة القيامة في القدس الشرقية المحتلة، بينما كان رؤساء الكهنة يسيرون برفقة الصلبان الذهبية وسط ترانيم عتيقة. ومع ذلك، كان الحضور محدودًا، وغابت عنه وجوه معتادة «المسيحيون الفلسطينيون القادمون من الضفة الغربية».
تصاريح نادرة ومقيدة
ولعقود، دأب عشرات الآلاف من المسيحيين الفلسطينيين على الحج إلى القدس خلال أسبوع الآلام، لكن القيود الإسرائيلية المشددة على التنقل بعد 7 أكتوبر 2023 حوّلت هذه الرحلة الروحية إلى حلم بعيد المنال.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، تم إصدار 6,000 تصريح دخول، بينما تؤكد مصادر كنسية أن عدد التصاريح الفعلية لم يتجاوز 4,000، وغالبًا ما تُمنح لأفراد من كل عائلة دون غيرهم.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «The Guardian» البريطانية، فإن هذه التصاريح لا تسمح بالمبيت في القدس، مما يضطر الزوار إلى العودة يوميًا إلى الضفة الغربية، عبر حواجز عسكرية متعددة، ما يقلص من قدرتهم على حضور معظم الطقوس الدينية، خصوصًا الاحتفالات الليلية.

قيود واعتداءات متزايدة
خلال العام الماضي، واجه الحجاج الفلسطينيون، بل وحتى الزوار الأجانب، قمعًا جسديًا من قبل الشرطة الإسرائيلية في محيط كنيسة القيامة.
الاعتداءات على المسيحيين لم تعد تقتصر على الفلسطينيين، بل امتدت إلى رجال دين أجانب أيضًا. الكاهن الروسي نيقون جولوفكو أكد أن "التحرشات والإهانات في الحي المسيحي باتت شبه يومية"، متحدثًا عن "تصاعد في الكراهية من شباب يهود متشددين، بدعم سياسي ضمني".
في عام 2024، وثّق مركز روسينج للحوار في القدس عشرات الاعتداءات على الكنائس والمقابر ورجال الدين، بما في ذلك البصق، والاعتداءات الجسدية، وتدنيس الممتلكات، ومعظم المعتدين، بحسب المركز، هم شبان من التيار الاستيطاني المتطرف الذين يتحركون بلا خوف من المحاسبة.
رمزية الفصح تحت الحصار
على الرغم من مشاهد الترهيب، يؤكد المسيحيون الفلسطينيون تمسكهم بإحياء طقوسهم التاريخية، حتى ولو أصبحت "أفعال مقاومة"، وفقًا للباحث الفلسطيني المسيحي خبير الشؤون الوطنية خافيير أبو عيد، الذي يقول: "الاحتفال بعيد الفصح اليوم لم يعد فقط ممارسة دينية، بل رسالة سياسية تقول إننا باقون".
مأساة غزة ألقت بظلالها على احتفالات الفصح، فوسط الخراب، لجأ نحو 500 مسيحي إلى كنيستي القديسة العذراء والعائلة المقدسة، في ظل غارات إسرائيلية مستمرة، طالت حتى المستشفيات المسيحية.