عروض عسكرية فى طهران.. إيران تستعرض قوتها فى يوم الجيش الوطني

شهدت العاصمة الإيرانية طهران، الجمعة، عروضًا عسكرية ضخمة بمناسبة "يوم الجيش الوطني"، الذي تحتفل به الجمهورية الإسلامية في 18 أبريل من كل عام. وحضر الاحتفالات عدد من كبار المسؤولين في الحكومة والقيادات العسكرية، فيما عُرضت خلالها أحدث الإنجازات العسكرية للجيش الإيراني، بما في ذلك معدات جديدة في مجال الدفاع الجوي والقوة البرية والبحرية.
قرار تأسيسي من الخميني
تعود مناسبة يوم الجيش الوطني إلى قرار أصدره مؤسس الجمهورية الإسلامية، الإمام روح الله الخميني، في أبريل 1979، حين وجّه رسالة تاريخية أعلن فيها تأييده الكامل للجيش، ودعا إلى تنظيم عروض عسكرية سنوية يوم 29 من شهر "فروردين" في التقويم الإيراني، الموافق 18 أبريل، بهدف التأكيد على جاهزية الجيش للدفاع عن البلاد.
رد على حملات دعائية
جاء هذا الإعلان في أعقاب حملات دعائية استهدفت التقليل من دور الجيش الإيراني في أعقاب نجاحه في التصدي لأعمال شغب ومحاولات انفصالية في مختلف أنحاء البلاد. واعتبر الخميني أن دعم الجيش هو جزء من الحفاظ على أمن الدولة والثورة، داعيًا الشعب إلى التكاتف مع المؤسسة العسكرية.
رسائل سياسية وعسكرية
تحمل احتفالات هذا العام دلالات استراتيجية، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية وازدياد الضغوط الغربية على إيران بشأن برنامجها النووي. وتبعث طهران من خلال هذه العروض برسائل تأكيد على الجاهزية الدفاعية والاعتماد على القدرات الذاتية، وهو ما تعكسه التصريحات الرسمية التي تزامنت مع الفعالية.
الجيش الإيراني بعد الثورة الإسلامية
شهد الجيش الإيراني تحولًا كبيرًا عقب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979، حيث أثيرت شكوك في البداية حول ولائه للنظام الجديد، خاصة وأنه كان يُنظر إليه كجزء من النظام الملكي السابق.
وفي هذا السياق، خرجت دعوات لتفكيكه أو تقليص دوره، إلا أن مؤسس الجمهورية الإسلامية، الإمام روح الله الخميني، اتخذ موقفًا حاسمًا بدعم الجيش، معتبرًا أنه عنصر أساسي في حماية الثورة والدولة الوليدة.
وجّه الخميني رسالة تاريخية في أبريل 1979، دعا فيها إلى تنظيم عروض عسكرية سنوية بهدف طمأنة الشعب وتعزيز مكانة الجيش، وهو ما تم ترسيخه من خلال تخصيص يوم 29 فروردين (18 أبريل) في التقويم الإيراني كيوم رسمي للاحتفال بـ"الجيش الوطني".
منذ ذلك الحين، أصبح الجيش جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الدفاعية الإيرانية، إلى جانب الحرس الثوري، ويلعب أدوارًا متعددة في حماية الحدود، ومواجهة التحديات الأمنية الداخلية، وكذلك المشاركة في البرامج التقنية والتطوير الذاتي للمعدات الدفاعية في ظل العقوبات الدولية.