لقاء سيناتور أمريكي مع مواطن مرحّل يشعل الجدل بين واشنطن وسان سلفادور

زار السيناتور الأمريكي كريس فان هولن دولة السلفادور في محاولة لإنهاء أزمة ترحيل المواطن كيلمار أبريجو جارسيا، المقيم في ولاية ماريلاند، والذي تم ترحيله بالخطأ إلى بلده الأصلي رغم صدور أمر قضائي أمريكي عام 2019 يمنع ذلك. اللقاء الذي جمع السيناتور الأمريكي بأبريجو جارسيا في سان سلفادور، مساء الخميس، تحول إلى مادة ساخنة للنقاش بين الأوساط السياسية في واشنطن.
ترحيل مثير للجدل
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد رحّلت أبريجو جارسيا إلى السلفادور في مارس الماضي، رغم وجود أمر قضائي بعدم ترحيله، بسبب ما وصفه مسؤولون لاحقًا بـ"خطأ إداري"، إلا أن مسؤولين سابقين في إدارة ترامب نفوا لاحقًا أن يكون قد تم ترحيله عن طريق الخطأ، مشيرين إلى مزاعم حول ارتباطه بعصابة "إم إس-13"، وهي منظمة مدرجة على لائحة الإرهاب الأجنبية في الولايات المتحدة، وهي ادعاءات يرفضها محامو جارسيا ويطعنون في مصداقيتها.
رفض رسمي للزيارة
في تطور لافت، قال فان هولن إنه مُنع من دخول سجن "سيسوت" شديد الحراسة، حيث يُحتجز أبريجو، وذلك رغم محاولاته المتكررة برفقة محامي العائلة. كما أكد أن حرمان جارسيا من مقابلة محاميه يمثل خرقًا واضحًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي وقّعت عليه السلفادور.

الرئيس بوكيلة يرد بسخرية
الرئيس السلفادوري نايب بوكيلة، المعروف بمواقفه الحادة، علّق عبر منصة "إكس" على زيارة فان هولن بصورة ساخرة، مشيرًا إلى أن جارسيا "يحتسي المارجريتا" مع السيناتور الأمريكي بعد أن نجا بـ"معجزة" من سجون التعذيب، على حد تعبير المنتقدين، وأكد أن جارسيا سيبقى في الحجز السلفادوري، دون تحديد تهم رسمية أو جدول زمني للمحاكمة، مستندًا إلى حالة الطوارئ التي تفرضها الحكومة وتُعلق بموجبها بعض الحقوق الدستورية.
ردود فعل أمريكية منقسمة
الاتهامات المتبادلة بين الحزبين في الولايات المتحدة تصاعدت، إذ وصف المتحدث باسم البيت الأبيض كوش ديساي، التابع لإدارة ترامب، اللقاء بأنه "دليل على أن الديمقراطيين يضعون رفاهية مجرم إرهابي فوق مصلحة الأمريكيين".
ومن جانبه، قال فان هولن إنه لا يتبنى أي رواية محددة بشأن التهم أو البراءة، بل يسعى فقط لضمان احترام الإجراءات القانونية الأمريكية.
موقف عائلة المحتجز
أعربت زوجة جارسيا، جينيفر فاسكيز سورا، عن ارتياحها بعد تلقيها اتصالًا من السيناتور يطمئنها فيه أن زوجها على قيد الحياة، قائلة: "أطفالي وأنا لم نفقد الأمل، واليوم صلواتنا استُجيبت".