ترامب يعلّق الرسوم الجمركية الأوروبية ويصعّد ضد الصين

أعلن وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، خلال مؤتمر صحفي عُقد في المكتب البيضاوي بحضور الرئيس دونالد ترامب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن الولايات المتحدة بدأت مفاوضات تجارية مع "الخمسة عشر الكبار" من الاقتصادات العالمية.

ويأتي هذا التحرك بعد أيام من فرض إدارة ترامب رسومًا جمركية مفاجئة على عشرات الدول، أعقبتها فترة تعليق مدتها 90 يومًا لإفساح المجال للمفاوضات، باستثناء الصين التي لم تشملها التهدئة.

تصعيد جمركي ضد الصين

أثار القرار الأمريكي بزيادة الرسوم المفروضة على الصين إلى 125%، ردًا على إجراءات مماثلة من بكين، مخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. 

وقال ترامب خلال المؤتمر: "لسنا في عجلة لإبرام صفقات، نحن نحصد أموالًا لم يسبق لها مثيل". وبلغت الرسوم الأمريكية الإجمالية على الواردات الصينية 145%، بينما فرضت الصين رسومًا مضادة بنسبة 125%، ووصفت بكين هذه الإجراءات بأنها "مزحة لا تُؤخذ على محمل الجد".

ميلوني تسعى لتهدئة التوتر

تعد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أول زعيمة أوروبية تزور واشنطن بعد فرض الرسوم على صادرات الاتحاد الأوروبي بنسبة 20% بداية من 2 أبريل، وقالت ميلوني: "أنا هنا للمساعدة في التوصل إلى اتفاق"، في إشارة إلى استعداد روما للوساطة بين واشنطن وبروكسل. وقد أشاد ترامب بالزيارة، وكتب على "تروث سوشيال": "تشرفت بلقاء رئيسة وزراء إيطاليا".

أجندة "الخمسة عشر الكبار"

أوضح بيسينت، أن المفاوضات ستنطلق مع أكبر 15 اقتصادًا في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وهي: الولايات المتحدة، الصين، اليابان، ألمانيا، الهند، المملكة المتحدة، فرنسا، إيطاليا، البرازيل، كندا، روسيا، كوريا الجنوبية، أستراليا، إسبانيا، والمكسيك. 

وأشار إلى أن الولايات المتحدة عقدت اجتماعات ناجحة مع اليابان، وتواصلت مع الاتحاد الأوروبي، وتستعد لاستقبال وفد كوري جنوبي خلال الأسبوع المقبل.

ردود دولية متباينة

في بكين، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، أن بلاده "لا ترغب في خوض حرب تجارية، لكنها لن تتردد في حماية حقوقها ومصالحها". وأوضح أن الصين "لن تقف مكتوفة الأيدي عندما تُنتهك مصالح الشعب الصيني". من جهتها، أعلنت وزارة الاقتصاد الكورية الجنوبية أن وزير الخزانة الأمريكي طلب عقد اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الكوري، تشوي، لمناقشة القضايا التجارية الراهنة.

نهج ترامب التجاري: بين الضغط والمقايضة

منذ عودته إلى البيت الأبيض، اعتمد ترامب استراتيجية تجارية تقوم على "المعاملة بالمثل"، وبدأ بفرض رسوم جمركية تصاعدية، يعقبها تعليق جزئي وإعادة فتح باب التفاوض. ويقول البيت الأبيض إن هذه السياسة تهدف إلى تصحيح العجز التجاري وتحقيق عدالة أكبر في العلاقات الاقتصادية، بينما ترى جهات اقتصادية أن النهج الأمريكي يُربك الأسواق العالمية ويزيد من تقلباتها.

توقعات المرحلة المقبلة

من المقرر أن ينتهي التعليق المؤقت للرسوم الجمركية الأمريكية في 9 يوليو المقبل، وحتى ذلك الحين، ستتابع الأسواق العالمية مجريات المفاوضات بين واشنطن والدول الكبرى، وسط تصعيد مستمر مع الصين، وتكثيف للاتصالات مع حلفاء واشنطن التجاريين في أوروبا وآسيا، ورغم التصريحات الإيجابية من بعض الأطراف، لا تزال فرص التوصل إلى اتفاقات شاملة في هذا الإطار غير مؤكدة.