تدمير 56 مسيّرة أوكرانية.. قتيل وعشرات الجرحى في خاركيف إثر هجوم صاروخي روسي

في تطور جديد يعكس استمرار التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، شهدت الساعات الأخيرة سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني في مناطق النزاع، وتصاعد القلق الدولي من انسداد الأفق السياسي لحل الأزمة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه خطوط التماس بين الجانبين تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا، يضع المدنيين في قلب المعاناة اليومية ويزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي في شرق أوروبا.
وفي السياق، قُتل شخص وأُصيب 54 آخرون، في قصف صاروخي روسي استهدف مدينة خاركيف، كبرى مدن شرق أوكرانيا، وفق ما أفاد به مسؤولون أوكرانيون.
وقال حاكم الإقليم أوليه سينهوبوف إن الهجوم طال مواقع مدنية، من بينها منشآت صناعية وتجارية، متهمًا القوات الروسية بتصعيد "عشوائي وغير مبرر" ضد المدنيين.
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 56 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليلة الماضية، منها 53 فوق شبه جزيرة القرم وثلاث في إقليم كراسنودار جنوبي البلاد. ووصفت موسكو الهجوم بأنه "محاولة عدائية واسعة النطاق" تستهدف زعزعة استقرار المناطق الروسية.
حرب بلا أفق
يأتي التصعيد المتبادل في وقت تتعثر فيه الجهود الدولية لإحياء مسار التسوية السياسية، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه الميدانية.
وبينما تُكثّف روسيا ضرباتها الجوية والصاروخية على جبهات الجنوب والشرق، تحاول أوكرانيا الرد عبر هجمات بمسيّرات تستهدف العمق الروسي، خصوصًا منشآت النفط والبنية التحتية العسكرية.
خاركيف تحت النار
تُعد خاركيف، ثاني أكبر المدن الأوكرانية، من أبرز أهداف القصف الروسي منذ بداية الحرب، نظرًا لقربها الجغرافي من الحدود الروسية وموقعها الاستراتيجي. وقد تعرضت المدينة خلال الأشهر الماضية لهجمات متكررة خلفت دمارًا واسعًا وأجبرت آلاف السكان على النزوح.
الحرب الروسية الأوكرانية
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا ما وصفته بـ"عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، بدعوى حماية سكان مناطق الشرق ودفع خطر حلف الناتو. لكن كييف وحلفاءها الغربيين اعتبروا الخطوة "غزوًا غير قانوني" لدولة ذات سيادة، ما دفع إلى فرض عقوبات غير مسبوقة على موسكو، وتسليح أوكرانيا بأنظمة متقدمة للدفاع والهجوم.
ورغم مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب، لم تُحقق أي من الطرفين نصرًا حاسمًا، بينما تتزايد المخاوف من اتساع رقعة النزاع إقليميًا، في ظل تزايد الانخراط العسكري من جانب القوى الكبرى.