عاجل

حرب مدمرة وتراث في مهب الخطر..

اليونسكو تعتمد قرارًا لدعم التعليم والثقافة والإعلام فى السودان

الحرب في السودان
الحرب في السودان

اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، خلال دورته الـ221 في باريس، قراراً تقدمت به جمهورية السودان بعنوان: "دعم قطاعات الثقافة والتعليم والإعلام والاتصال في السودان"، وذلك بإجماع الدول الأعضاء.

إجماع دولي على القرار

ورحبت وزارة الخارجية السودانية في بيان رسمي باعتماد القرار، مؤكدة أنه يمثل خطوة مهمة نحو إعادة تأهيل البنية التحتية التعليمية، وتعزيز القدرات الوطنية في مجالي الثقافة والإعلام، إلى جانب المساهمة في جهود استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة خلال الحرب التي أشعلها تمرد ميليشيا قوات الدعم السريع.

وأوضحت الوزارة أن تنفيذ هذا القرار سيتم بالتنسيق الكامل مع الجهات الوطنية المعنية، والشركاء الدوليين للسودان، بما يضمن استعادة الزخم الثقافي والتعليمي والإعلامي في البلاد.

دعوة لدعم الصندوق الدولي

ودعت حكومة السودان المجتمع الدولي والدول الصديقة إلى المساهمة في الصندوق الخاص الذي تم إنشاؤه بموجب القرار، من أجل توفير الموارد الضرورية لتطبيق بنوده وتحقيق أهدافه النبيلة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد.

وقد أعربت الخرطوم عن خالص امتنانها للدول "الشقيقة والصديقة" التي دعمت القرار، مشيدة بروح التضامن الدولي تجاه ما يواجهه السودان من تداعيات حرب أهلية تركت آثاراً مدمرة على البنية المجتمعية والثقافية.

خلفية الأزمة الثقافية

ويُعد هذا القرار استجابة مباشرة لما تعرض له التراث الثقافي السوداني من نهب وتدمير ممنهج خلال النزاع الدائر منذ أكثر من عام، حيث فقدت المتاحف والمكتبات والمراكز الأكاديمية في الخرطوم ومدن أخرى جزءاً كبيراً من مقتنياتها، ما أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الثقافية المحلية والدولية.

خطوة أولى في مسار طويل

يرى مراقبون أن القرار يمثل خطوة أولى مهمة في طريق إعادة بناء السودان ما بعد الحرب، لا سيما في القطاعات الحيوية التي تشكل العمود الفقري لأي نهضة وطنية مستقبلية. ويعكس القرار كذلك ثقة المجتمع الدولي في الشعب السوداني وإيمانه بقدرته على التعافي وإعادة البناء.

حرب مدمرة وتراث في مهب الخطر

يشهد السودان منذ أبريل 2023 صراعًا مسلحًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أسفر عن دمار واسع في البنية التحتية، وتهجير ملايين المدنيين داخليًا وخارجيًا. ولم تقتصر تداعيات الحرب على الجانب الإنساني فحسب، بل طالت أيضًا المؤسسات التعليمية والثقافية، حيث تعرضت جامعات ومتاحف ومكتبات لأعمال نهب وتخريب، ما هدد بفقدان جزء كبير من التراث الثقافي السوداني.

وكانت اليونسكو قد أعربت في عدة مناسبات عن قلقها البالغ إزاء ما تتعرض له المواقع والممتلكات الثقافية في السودان من أضرار جسيمة، مشيرة إلى أهمية حماية التراث كجزء من هوية الشعوب وركيزة من ركائز المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع.

ويأتي قرار المنظمة الأخير كجزء من التزام دولي أوسع لدعم السودان في مساعيه للانتقال نحو الاستقرار، من خلال تمكين مؤسساته التعليمية والثقافية والإعلامية، وتأهيل الكوادر الوطنية لمواجهة تحديات ما بعد الحرب.

تم نسخ الرابط