الإعلامية بسمة وهبة: "شيكا" واجه الآلام بكبريا وإيمان (فيديو)

عبّرت الإعلامية بسمة وهبة عن بالغ حزنها وتأثرها بوفاة لاعب نادي الزمالك السابق إبراهيم شيكا، الذي فارق الحياة بعد معاناة طويلة ومؤلمة مع مرض السرطان، وخلال حلقة من برنامجها "90 دقيقة" عبر قناة "المحور"، أوضحت وهبة أن قصة شيكا تتجاوز كونه لاعب كرة قدم، لتصبح قصة إنسان قاوم المرض بابتسامة وواجه الألم بصبر نادر.
وقالت وهبة: "شيكا لم يكن فقط لاعباً سابقاً في الملاعب، بل كان نموذجاً للبساطة والإيمان، واجه مرضًا خبيثًا بابتسامة لم تفارقه، وكأنه يوجه رسالة للناس: أنا راضٍ بقضاء الله وسأقاوم حتى النهاية"، متابعه: "وراء تلك الابتسامة كانت معركة شرسة مع المرض، لكنها لم تكن المعركة الوحيدة".
المرض الخبيث لم يكن الخصم
أشارت وهبة إلى أن شيكا خاض معركة مزدوجة، حيث لم يقتصر الألم على صراعه الصحي، بل شمل أيضًا أعباءً مادية مرهقة فاقت قدرته على التحمل. وأوضحت أن شيكا كان في أمسّ الحاجة للدعم المادي لتغطية تكاليف علاجه، لكنه لم يجد الاستجابة التي تليق بحالته، رغم مناشداته العلنية ومقاطع الفيديو التي أطلّ بها في أيامه الأخيرة.
وأضافت: "شيكا كان يتحدث بصراحة عن ضيق الحال، وكان واضحًا في طلبه للمساعدة... ومع ذلك، لم يجد الاستجابة التي يستحقها، لا من مؤسسات ولا من شخصيات يفترض بها أن تساند أبناء الرياضة في وقت المحنة".
الزوجة المخلصة
وسلطت بسمة وهبة الضوء على الدور الإنساني البطولي لزوجة الراحل، التي تخلّت عن عملها لتتفرغ لرعايته، ورافقته في رحلة المعاناة بكل صبر وإخلاص. وقالت: "هذه السيدة تركت كل شيء ووقفت إلى جانبه، وطرقوا معًا عشرات الأبواب طلبًا للمساعدة، لكنهم كثيرًا ما قوبلوا بالتجاهل أو بوعود لم تُنفذ".
وشددت على أن شيكا لم يكن يطلب ترفًا، بل علاجًا يحفظ له كرامته في لحظاته الأخيرة، مؤكدة أن المعاناة تفاقمت لتتحول في بعض الأحيان إلى اتهامات أو مزايدات إعلامية، بدلاً من أن تكون محفزًا للتكافل والمساعدة.

رسالة مؤلمة من قلب الألم
في ختام حديثها، عبّرت وهبة عن أسفها قائلة: "شيكا مات... لكنه ترك رسالة يجب أن تُسمع، أن لا ننسى من قدّم شيئًا لهذا البلد في وقت المحنة، أن نكون صوتًا للناس وقت وجعهم، لا أن نُثقل عليهم بالأسئلة والشكوك".
وذكرت: "كم من أمثال شيكا يموتون في صمت؟ كم لاعب، وفنان، ومواطن بسيط يواجه المرض بلا سند؟ لقد خسرنا شيكا، لكن لا يجب أن نخسر إنسانيتنا... لعل رحيله يوقظ فينا شعورًا بالتكافل، ويجعلنا نعيد النظر في كيفية دعم من يواجهون المرض وحدهم".