عاجل

أيمن أبو عمر: الطبيب والمزارع والمهندس في عبادة دائمة (فيديو)

الدكتور أيمن أبو
الدكتور أيمن أبو عمر

في تأكيد جديد على قيمة العلم ومكانته في الإسلام، شدد الدكتور أيمن أبو عمر، أحد علماء وزارة الأوقاف المصرية، على أن جميع أنواع العلوم النافعة، سواء كانت دينية أو دنيوية، تُعد من أعظم القُربات والطاعات إذا خُصصت نيتها لوجه الله تعالى، جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج "منبر الجمعة" المذاع على قناة "الناس"، حيث تحدث بإسهاب عن مكانة العلم في الإسلام وأثره في نهضة الفرد والمجتمع.

وأوضح الدكتور أبو عمر أن طلب العلم لا يقتصر على العلم الشرعي فقط، بل يشمل كل تخصص يعود بالنفع على البشرية، قائلاً: "الطبيب المخلص في عمله، والمهندس الذي يُتقن صنعته، والمزارع، والصيدلي، وغيرهم من أهل التخصصات، إذا كان هدفهم خدمة الناس وابتغاء رضا الله، فهم في عبادة دائمة، ويُكتب لهم الأجر العظيم".

العلم الشرعي والدنيوي

وفي معرض حديثه عن العلاقة بين العلوم الدنيوية والشرعية، لفت الدكتور أبو عمر إلى ضرورة تحقيق التوازن والتكامل بين النوعين، مشيرًا إلى أن كل طرف بحاجة للآخر. وقال: "لا ينبغي لطالب العلم الدنيوي أن يُهمل أساسيات دينه، كما لا يجوز لطالب العلم الشرعي أن يغفل عن أدوات العصر والعلوم الحديثة، نحن بحاجة إلى الطبيب المؤمن، والمهندس الواعي، والعالم الرباني المدرك لواقع مجتمعه".

وأضاف أن هذا التكامل هو السبيل الحقيقي للنهوض بالأمة، حيث يمنح العلم الشرعي الإنسان القيم الأخلاقية والبُعد الروحي، فيما يمده العلم الدنيوي بالأدوات الفعالة للعمل والإنتاج وتحقيق التنمية.

مؤسسات العلم الموثوقة

وحذّر الدكتور أبو عمر من الاعتماد على مصادر غير موثوقة في تلقي العلم، مشددًا على أن المؤسسات التعليمية المعتمدة والعلماء الثقات هم وحدهم المؤهلون لتقديم العلم الصحيح في مجاله. وتابع قائلاً: "صفحات الإنترنت المجهولة قد تُضلل أكثر مما تُعلم، ويجب أن نُحسن الاختيار عند طلب العلم، سواء في المساجد أو الجامعات أو المراكز المعترف بها".

وأشار إلى أن العلماء الربانيين هم صمام الأمان في توجيه الأمة نحو المعرفة النافعة، وهم المسؤولون عن تصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد تنتشر نتيجة الجهل أو التضليل.

<strong>برنامج منبر الجمعة</strong>
برنامج منبر الجمعة

العلم رحلة لا تنتهي

وفي ختام حديثه، أكّد أحد علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن العلم ليس مجرد شهادة تُعلّق على الجدران، بل هو مسيرة مستمرة من العطاء، تبدأ بالتعلم ولا تنتهي إلا بتحقيق أثر نافع في حياة الناس، مضيفًا: "من يسلك طريق العلم بنيّة خالصة، يرفعه الله درجات في الدنيا والآخرة، ويُصبح مصدر نور يهتدي به الناس".

وشدد على أن الأمة الإسلامية، بتاريخها العلمي الطويل، قادرة على استعادة ريادتها الحضارية، إذا أخلصت في طلب العلم، وربطته بقيمها ودينها، وسعت للنهضة من منطلق التكامل لا التنافر بين العلوم.

تم نسخ الرابط