مؤتمر ترامب وميلوني : بداية لمسعى أوروبي لإعادة التوازن التجاري (فيديو)
في محطة دبلوماسية لافتة على مسار العلاقات الأمريكية الأوروبية، شكّل المؤتمر الصحفي الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني حدثًا بارزًا، كونه يأتي في أعقاب إعلان ترامب فرض تعريفات جمركية مشددة على عدد من دول العالم، وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي بنسبة تصل إلى 20%، وهو ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والاقتصادية داخل القارة العجوز.
أول زيارة أوروبية لواشنطن
وفي تغطية من العاصمة الأمريكية، قال رامي جبر، مراسل "القاهرة الإخبارية"، إن زيارة ميلوني تمثل أول تحرك رسمي أوروبي إلى واشنطن بعد الإجراءات الاقتصادية التصعيدية التي أعلنها ترامب، ما يمنحها وزنًا سياسيًا وتفاوضيًا كبيرًا.
وأشار جبر، خلال مداخلة مع الإعلامي حساني بشير على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن هذه الزيارة لم تكن عابرة، بل تمثل بداية لمسعى أوروبي منسق لإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية المتوترة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
أداة التهدئة الأوروبية
وبحسب المراسل، فقد وقع الاختيار على جورجيا ميلوني لقيادة هذا التحرك نظرًا لتقاربها السياسي الواضح مع دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الطرفين ليست جديدة، إذ سبق أن زارت ميلوني ترامب في مقر إقامته بولاية فلوريدا حتى قبل عودته إلى البيت الأبيض، ما يعكس الثقة المتبادلة بينهما.
وأضاف جبر: "ترامب يرى في ميلوني شخصية تفاوضية مناسبة، ويثق في قدرتها على تجسير الهوة مع الاتحاد الأوروبي في ظل تصاعد التوتر بسبب الرسوم الجمركية"، لافتًا إلى أن ميلوني تمثل صوتًا معتدلاً داخل أوروبا يمكنه بناء قنوات تفاهم مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
تنسيق أوروبي مسبق قبيل اللقاء
وكشف جبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية عقدت اجتماعًا تنسيقيًا مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قبل زيارتها لواشنطن، حيث بحث الطرفان أبرز الملفات الاقتصادية العالقة، وفي مقدمتها الرسوم الجمركية، وسُبل استئناف المفاوضات التجارية.
وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يعوّل على لقاء ميلوني وترامب لفتح صفحة جديدة في العلاقات التجارية، أو على الأقل وقف التصعيد الجمركي مؤقتًا، تمهيدًا للوصول إلى حلول تفاوضية بعيدة عن منطق العقوبات.
إدارة ترامب تعتمد مسارين
وفي سياق متصل، أوضح جبر أن إدارة ترامب تتبع استراتيجية مزدوجة في التعامل مع ملف الرسوم الجمركية، حيث تتضمن الخطة: "مسارًا عامًا يشمل تعليقًا مؤقتًا لبعض الرسوم لمدة 90 يومًا، لإتاحة الفرصة أمام المفاوضات مع الدول المتضررة، ومنها دول الاتحاد الأوروبي، ومسارًا خاصًا بالصين، التي لا تزال علاقتها مع واشنطن تشهد توترًا تجاريًا متصاعدًا، وسط استمرار العقوبات والتعريفات المتبادلة".
واختتم مراسل القاهرة الاخبارية تصريحاته، بالتأكيد على أن زيارة ميلوني تأتي في توقيت حساس بالنسبة لأوروبا، خاصة في ظل ما تواجهه من تحديات اقتصادية وتغيرات في التحالفات الدولية، معتبرًا أن هذه الخطوة قد تحدد مستقبل العلاقة الأوروبية الأمريكية خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع احتمالات فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
