عاجل

الأزهر الشريف يكشف عن خطوات عملية لدعم الصحة النفسية وتخفيف الضغوط الحياتية

الدعم النفسي
الدعم النفسي

في وقت يشهد فيه العالم زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب والتوتر النفسي، أصبح الحديث عن الدعم النفسي ضرورة ملحة، خاصة مع ما يعانيه الكثيرون من ضغوط الحياة اليومية والاضطرابات النفسية. وفي محاولة جادة لمواجهة هذه الظاهرة، أكد الأزهر الشريف من خلال حملاته التوعوية على أهمية الدعم النفسي السليم، مشددًا على أن كل فرد "غالي علينا" ويستحق أن يجد من يستمع إليه ويشعر به.

وفي إطار ذلك، كشف الأزهر عن مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن لأي شخص اتباعها لمساعدة من حوله في تخطي الأزمات النفسية، وذلك ضمن حملة توعوية تهدف إلى نشر الوعي حول أهمية الدعم النفسي في حياة الفرد والمجتمع.

 خطوات عملية لدعم من يعاني ضيق نفسي

وأكد الأزهر من خلال حملاته ومبادراته أن الدعم النفسي لا يحتاج إلى شهادات متخصصة بقدر ما يحتاج إلى مشاعر إنسانية حقيقية واهتمام صادق، وحدد مجموعة من الخطوات التي يمكن لأي شخص اتباعها لمساعدة من حوله في تخطي الضغوط والمحن النفسية:

خصص له وقتًا للاستماع دون مقاطعة


الاستماع يُعتبر أول وأهم خطوة في دعم أي شخص يمر بأزمة نفسية.
كثيرون لا يبحثون عن حلول فورية، بل يريدون فقط من ينصت إليهم دون إصدار أحكام أو مقاطعة.
أكسب ثقته وكن صديقًا حقيقيًا له: بناء الثقة يساعد المتألم على الحديث بحرية، كن إلى جانبه بدون ضغط، وأظهر له أنك موجود في الأوقات كلها، وليس فقط عند الحاجة.

أبث فيه الأمل والتفاؤل دون التقليل من مشاعره: حاول أن تشجعه بطريقة إيجابية، ولكن دون أن تنكر مشاعره أو تقلل من حجم ما يشعر به. أخبره أن ما يمر به طبيعي، وأن لكل أزمة نهاية.
تحلَّ بالصبر والهدوء:الشخص المتألم نفسيًا قد يتصرف أحيانًا بطريقة غير معتادة، أو يبدو متقلب المزاج. لا تأخذ ردات فعله على محمل شخصي، بل كن صبورًا، وتفهّم حالته النفسية.


تجنّب الوعظ المباشر أو النصح القاسي


الكلمات المباشرة مثل "شد حيلك" أو "ما تبالغش" قد تُفاقم الأزمة. لا توجه النصائح بشكل فجّ، بل استخدم أسلوبًا لينًا مليئًا بالرحمة والتفهم.
امدحه في صفاته الإيجابية وشجّعه على التقدُّم: ذكّره بقدراته وصفاته الجميلة، وادفعه لاكتشاف نفسه مجددا. التشجيع الصادق يُعيد للإنسان ثقته بنفسه ويمنحه دفعة قوية لتجاوز ما يشعر به.
لا تتردد في إرشاده إلى طبيب أو أخصائي نفسي عندما تلاحظ أن الضيق أصبح أكثر من مجرد حزن عابر. الدعم المهني قد يكون هو طوق النجاة الحقيقي في بعض الحالات.

وحدة الدعم النفسي

في إطار اهتمامه بصحة الإنسان النفسية والروحية، أنشأ الأزهر وحدة خاصة للدعم النفسي ضمن مركز الفتوى الإلكتروني، تضم عددًا من المتخصصين في الطب النفسي والاجتماع إلى جانب علماء الدين، لتقديم دعم متكامل للمواطنين.

وتعمل الوحدة على مدار الساعة، وتستقبل مختلف الحالات سواء عبر الهاتف أو من خلال اللقاءات المباشرة وتهدف هذه الوحدة إلى تخفيف الألم النفسي عن كل من يعاني في صمت، مع احترام كامل للخصوصية والسرية، وتشمل مهامها:

تقديم استشارات فورية عبر الهاتف للمحتاجين.
إجراء جلسات دعم نفسي بالتعاون مع المتخصصين.
تنظيم ورش توعية وندوات للأهالي والطلاب حول الوقاية النفسية.
متابعة الحالات التي تحتاج إلى تدخل أعمق بالتنسيق مع جهات طبية متخصصة.

الأزهر يعزز التعاون المجتمعي من أجل الصحة النفسية

إيمانًا منه بدور المؤسسات في حماية المجتمع من أزمات العصر، يعمل الأزهر على توسيع شبكة التعاون مع كيانات طبية ونفسية لدعم الأسر المصرية نفسيًا وروحيًا، ويهدف هذا التعاون إلى نشر ثقافة "التفهم عوضا عن التوبيخ" و"الاستماع عوضا عن التجاهل"، خاصة في ظل تزايد حالات الانتحار أو الانعزال الناتجة عن عدم وجود من يقدم يد العون في الوقت المناسب.

كيف تتواصل وتدعم؟

الدعم النفسي يبدأ من لحظة الشعور بأن شخصًا قريبًا منك تغيّر، أو أصبح أكثر صمتًا، أو تظهر عليه علامات الحزن المتكرر أو العزلة، لا تنتظر أن يطلب المساعدة، بل كن المبادر. ابدأ بسؤال بسيط: "عامل إيه؟ محتاج تتكلم؟"، فقد تكون هذه الجملة بداية طريق التعافي.
كما يمكن للمواطنين الذين يعانون من ضيق نفسي التواصل مع الجهات المختصة بالدعم، سواء بشكل مباشر أو عبر خطوط التواصل التي تم توفيرها، مع التأكيد على أن طلب المساعدة النفسية ليس ضعفًا، بل شجاعة ووعياً.

تم نسخ الرابط