سفارتا تركيا وإيطاليا تتوليان دعم العلاقات بين الناتو ومصر لعامي 2025 و2026

في خطوة دبلوماسية مهمة تعكس مستوى الشراكة المتنامية بين مصر وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أعلنت السفارة التركية بالقاهرة، بالتعاون مع سفارة إيطاليا، عن توليها مهام نقطة الاتصال لحلف الناتو في مصر للفترة الممتدة بين عامي 2025 و2026، وذلك في إطار التناوب الدبلوماسي لدعم العلاقات مع دول الشراكة.
وجاءت هذه الخطوة بالتنسيق مع أمانة الحلف، حيث ستتولى السفارة التركية القيادة خلال عام 2025، فيما تتسلم السفارة الإيطالية المسؤولية عام 2026، في إطار دور مشترك لتعزيز سبل التعاون بين الناتو ومصر على المستويات السياسية والعسكرية والأكاديمية، فضلاً عن توسيع نطاق التفاهم المشترك مع الرأي العام.

فعالية تعريفية في القاهرة
وفي هذا السياق، نظّمت السفارة التركية فعالية رسمية مساء 17 أبريل 2025 بمقر إقامة السفير التركي في القاهرة، صالح موطلو شن، بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الدبلوماسية والأكاديمية، من بينهم السفير محمد العرابي، رئيس مجلس الشؤون الخارجية المصري، وسفراء متقاعدون، وصحفيون، وكتاب، وممثلون عن المؤسسات البحثية.
وخلال الحفل، قدّمت السفارة عرضًا شاملًا حول مهمة حلف شمال الأطلسي وتاريخ التعاون بين الحلف ومصر، كما تم تسليط الضوء على فرص المشاريع المستقبلية المشتركة، وأهم المبادرات التي تم التوافق عليها في قمة الناتو الأخيرة التي عقدت في واشنطن عام 2024، لا سيما “خطة عمل الجوار الجنوبي”.
وشهد اللقاء أيضًا استعراضًا لمسيرة عضوية تركيا التاريخية في حلف الناتو، والدور المحوري الذي تلعبه أنقرة في منطقة جنوب المتوسط، باعتبارها دولة ذات ثقل إقليمي وسياسي في إطار المنظومة الأطلسية.

وفي كلمته، أكد السفير التركي صالح موطلو شن أن تولي السفارة هذا الدور يمثل فرصة كبيرة لتعزيز التنسيق والتواصل بين مصر والناتو، مشيرًا إلى أن العام 2025 سيشهد أنشطة متعددة تهدف إلى تعميق الفهم المتبادل وتوسيع التعاون بين الجانبين.
كما أشار إلى أن هذه الفعالية تأتي في إطار احتفالات مرور 100 عام على العلاقات التركية المصرية، لافتًا إلى أن السفارة التركية بالقاهرة تُولي أهمية خاصة لتعزيز الروابط الثنائية من خلال فعاليات نوعية تسهم في ترسيخ التفاهم والشراكة بين البلدين.
من جهته، ألقى السفير الإيطالي ميشيل كواروني كلمة أكد فيها التزام بلاده بلعب دور فعّال في دعم الحوار بين الناتو ومصر خلال فترة توليها المهمة في عام 2026، مشيدًا بمستوى التنسيق القائم حاليًا بين أنقرة وروما في هذا الملف.

التنسيق مع أمانة الحلف
وعلى هامش الفعالية، تم التأكيد على أهمية زيارة خافيير كولومينا، ممثل الأمين العام لحلف الناتو لشؤون الجوار الجنوبي، إلى القاهرة في سبتمبر 2024، والتي جاءت عقب قمة واشنطن، في إطار بحث آليات تفعيل التعاون المشترك بين الناتو ومصر خلال السنوات المقبلة.
كما شارك السفير التركي صالح موطلو شن ونظيره الإيطالي ميشيل كواروني في اجتماعات موسعة عقدت بمقر حلف الناتو في بروكسل في يناير الماضي، تم خلالها استعراض الأجندة المستقبلية للتعاون مع مصر ودول المنطقة، حيث ألقى خلالها الأمين العام لحلف الناتو مارك روته كلمة مهمة تناول فيها التطورات الإقليمية والدولية من منظور استراتيجي.

رؤية استراتيجية لتعزيز العلاقات
وتُعد هذه الخطوة امتدادًا لتوجه حلف شمال الأطلسي نحو تعزيز تعاونه مع دول الجوار الجنوبي، وفي مقدمتها مصر التي ترتبط بعلاقات شراكة وثيقة مع الناتو منذ سنوات، ضمن إطار “الحوار المتوسطي” الذي يُعد أحد أبرز أدوات التواصل بين الحلف والدول غير الأعضاء في المنطقة.
ويأتي الدور المشترك للسفارتين التركية والإيطالية ليعكس الإيمان المتبادل بأهمية بناء جسور ثقة وحوار مؤسسي بين الحلف ومصر، بما يعزز الأمن الإقليمي ويدفع بمبادرات السلام والتنمية في منطقة جنوب المتوسط.
وتعتزم السفارتان تنظيم سلسلة من الفعاليات واللقاءات رفيعة المستوى خلال عامي 2025 و2026، بهدف تسليط الضوء على فرص التعاون المتاحة، وبناء شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع المؤسسات المصرية المدنية والعسكرية.