عاجل

لدعم المشاريع الاستراتيجية داخل روسيا

روسيا وقطر توقعان اتفاقية استثمارية بقيمة 2 مليار يورو

تميم وبوتين
تميم وبوتين

في خطوة تعكس تنامي العلاقات الاقتصادية بين موسكو والدوحة، أعلن كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي (RDIF)، عن توقيع اتفاقية جديدة بين روسيا وقطر، اليوم الخميس، تنص على ضخ ملياري يورو إضافية في المنصة الاستثمارية المشتركة، بواقع مليار يورو من كل طرف.

وأفادت وكالة “رويترز”، أن هذا الإعلان جاء على هامش فعاليات منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025، الذي يشهد حضورًا رفيع المستوى من ممثلي الحكومات والمؤسسات الاقتصادية الدولية، ويُعد منصة رئيسية للترويج للاستثمارات في السوق الروسية.

وقال دميترييف في تصريحاته: “تمكّنا من توقيع اتفاقية لتوسيع منصة الاستثمارات مع قطر بملياري يورو، حيث سيساهم كل طرف بمليار يورو، هذا التوسيع سيمكننا من إطلاق المزيد من المشاريع، وجذب استثمارات قطرية جديدة لتمويل مبادرات حيوية في روسيا”.

دعم لمشروعات حيوية

وأكد دميترييف أن هذه الخطوة ليست مجرد ضخ أموال جديدة فحسب، بل إشارة قوية على متانة الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وقطر، وثقة الدوحة في جدوى الاستثمار بالسوق الروسية رغم التحديات الدولية والضغوط الغربية على موسكو.

وستُوجَّه هذه الأموال إلى قطاعات استراتيجية تتنوع بين البنية التحتية، والنقل، والطاقة، والزراعة، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، بالإضافة إلى دعم المشاريع ذات الطابع الابتكاري التي تركز على التحول الرقمي والتنمية المستدامة.

استمرارية الشراكة رغم التحولات الدولية

ويُعد هذا الاتفاق الأحدث في سلسلة من التعاونات الاقتصادية التي تجمع بين صندوق الاستثمار المباشر الروسي وجهاز قطر للاستثمار (QIA)، الذي يُصنف ضمن أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، وسبق له أن ضخ أكثر من 13 مليار دولار في السوق الروسية خلال العقد الماضي.

وتأتي هذه الخطوة في ظل توجّه روسيا نحو تنويع شركائها الاقتصاديين خارج نطاق الغرب، وتعزيز العلاقات مع القوى الاقتصادية الناشئة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، في وقت تتعرض فيه موسكو لعقوبات مشددة على خلفية الأزمة الأوكرانية.

استثمار طويل الأمد وثقة استراتيجية

وبحسب مراقبين، فإن هذا التوسّع الجديد يؤكد أن قطر ترى في السوق الروسية فرصًا استثمارية واعدة قادرة على تحقيق عوائد مستقرة، لا سيما في ظل المشاريع الضخمة التي تطرحها موسكو في مجالات الزراعة، والتكنولوجيا، والتصنيع، والطاقة المتجددة.

وتُعد المنصة الاستثمارية الروسية - القطرية واحدة من أنجح نماذج التعاون السيادي في المنطقة، حيث جرى عبرها تمويل عدد من المشاريع الناجحة في روسيا، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في الشراكة الاقتصادية المستدامة العابرة للحدود.

مستقبل واعد للتعاون

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في وقت يشهد فيه العلاقات الروسية القطرية تطورًا ملحوظًا على مختلف المستويات، ليس فقط اقتصاديًا، بل أيضًا على صعيد التعاون في مجالات الطاقة، والتعليم، والثقافة، والتنسيق السياسي في ملفات إقليمية ودولية.

وتعكس هذه الخطوة الجديدة رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي طويل الأمد، وتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يُمكنه أن يعود بالفائدة على كلا الطرفين في ظل التغيرات المتسارعة على الساحة الدولية.
 

تم نسخ الرابط