عاجل

تغريد أبوالحسن: فيلم "سنووايت" إنساني يكسر القوالب النمطية في مصر

الفيلم الكارتوني
الفيلم الكارتوني سنووايت

كشفت المخرجة الشابة تغريد أبوالحسن، عن دوافعها لاختيار قضية قصار القامة لتكون محور أول أفلامها الروائية الطويلة بعنوان "سنووايت".

 وأكدت أبوالحسن، خلال مداخلة لها على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن العمل جاء من قلب معايشة حقيقية، وحرص على نقل قصص مصرية أصيلة لم تنل الاهتمام الكافي في السينما، خاصة تلك التي تتعلق بالفئات المهمشة والمغيّبة عن المشهد الثقافي والإعلامي.

وقالت المخرجة: "نشأت وسط هؤلاء الأشخاص، رأيت فيهم قوة وصدق ومسؤولية تفوق توقعات المجتمع. لكن في المقابل، لمست كيف يُنظر إليهم بنوع من التمييز أو التهكم، سواء في الحياة اليومية أو في الأعمال الفنية، وغالبًا ما يُقدَّمون في أدوار سطحية أو كوميدية تفتقر للعمق الإنساني".

من التجربة إلى الكاميرا

أوضحت أبوالحسن أن مشروع "سنووايت" لم يكن وليد فكرة طارئة، بل نابع من شغف عميق بتغيير الصورة النمطية التي علِقت في أذهان الجمهور عن قصار القامة، مضيفًا: "كنت أريد أن أنقل ما رأيته بعيني، ما شعرت به من صدقهم وشجاعتهم، وأن أقدمهم كما هم: أشخاص طبيعيون، لديهم أحلام وآمال، يواجهون تحديات الحياة بكرامة رغم قسوة نظرة المجتمع".

وأشارت إلى أن كثيرًا من قصار القامة في مصر يعانون من التنمر والوصم المجتمعي، مما يدفعهم في كثير من الأحيان إلى الانعزال وتفضيل البقاء في منازلهم هربًا من الأذى النفسي، تابعًا: "كان هدفي أن أقدم صوتهم، أن أُشعرهم بأنهم مرئيون، ومهمّون، ولهم مكان في الحكاية الإنسانية الأكبر".

الجمهور يحتضن الحقيقة

لقي الفيلم ترحيبًا لافتًا من جمهور المهرجانات والنقاد، بحسب ما ذكرت المخرجة. وقالت إن العمل اعتُبر خطوة جريئة و"غير تقليدية"، نجح في إحداث فرق من خلال نقل الواقع بصدق وإنسانية، وغيّر نظرة كثيرين تجاه هذه الفئة، مضيفًا: "الناس لم تتوقع أن يروا قصار القامة في أدوار بطولية وإنسانية، وقد كان لذلك أثر كبير في تغيير النظرة المجتمعية وإثارة النقاش حول قضاياهم".

في لحظة مؤثرة خلال الحوار، استرجعت أبوالحسن موقفًا لا يفارق ذاكرتها أثناء تصوير الفيلم، قائلة: "يوسف، كان طفلًا من قصار القامة وممثلًا في الفيلم، كان يرفض الذهاب إلى المدرسة بسبب التنمر المتكرر الذي كان يتعرض له، وكان يعاني في صمت للأسف، فقدناه في حادث أليم قبل الانتهاء من العمل لا نزال نذكره جميعًا، ووفاته كانت لحظة مؤلمة هزّت الفريق بأكمله".

وأكدت أن قصة يوسف كانت دافعًا إضافيًا لها لتكمل الفيلم بروح أكثر التزامًا، وتقديم رسالة تكرّم ذكراه وتدعو لبيئة أكثر شمولًا وإنسانية.

<strong>القاهرة الاخبارية </strong>
القاهرة الاخبارية 

"سنووايت": بداية الإنسانية 

اختتمت المخرجة حديثها بالتأكيد على أن "سنووايت" ليس مجرد فيلم، بل هو دعوة لإعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع المختلفين، سواء جسديًا أو اجتماعيًا. وأعربت عن أملها في أن يفتح هذا العمل الباب أمام مزيد من القصص الصادقة، التي تُروى بأصوات من داخل التجربة، لا من خارجها، لخلق سينما مصرية أكثر عدلاً وشمولًا.

تم نسخ الرابط