حرب الإنترنت تشتعل
«عجلة الماس».. إسرائيل تحذر من امتلاك الصين أداة لقطع الإنترنت عن العالم

في سياق تعدد أوجه الحروب المستقبلية، حذرت إسرائيل من امتلاك الصين أداة جديدة قادرة على قطع كابلات الإنترنت تحت الماء، طُورت من قبل مركز أبحاث البحار الصيني.
وفي تقريره، نشر موقع "نزيف" الإسرائيلي، نبذة عن تلك التقنية الصينية التي يمكنها إعادة رسم خريطة القوة العالمية. إذ يُعد حرمان العدو من الإنترنت هدفًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، في عالم تمر فيه أكثر من 95% من حركة الإنترنت الدولية عبر كابلات بحرية تمتد لعشرات الآلاف من الكيلومترات في أعماق المحيطات، وتُعد شريانًا حيويًا للاقتصاد العالمي والتواصل بين الدول.
إسرائيل تحذر من تقنية صينية لقطع كابلات الإنترنت
وبحسب الموقع الإسرائيلي، كشفت الصين مؤخرًا عن أداة متقدمة قادرة على قطع كابلات الإنترنت تحت الماء، طورها مركز أبحاث البحار الصيني. وتتميز هذه الأداة بقدرتها على العمل في أعماق تصل إلى 4000 متر، مستخدمة عجلة طحن مغطاة بالماس لقص الكابلات المحمية بطبقات فولاذية.
وعلى الرغم من الترويج لها كجهاز إنقاذ واستكشاف بحري، فإن الخبراء يحذرون من استخدامها عسكريًا، خصوصًا في مناطق استراتيجية مثل غوام التي تحتضن بنى تحتية حيوية.

وتُظهر هذه التقنية مدى التقدم الصيني في تكنولوجيا أعماق البحار، لاسيما أن الجهاز يمكن إطلاقه من غواصات مسيّة عن بُعد، وقادر على تحمل ضغط الأعماق الكبيرة.
ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية، تزداد المخاوف من تحول هذه الكابلات إلى أهداف محتملة في الصراعات المقبلة، مما يدفع الدول إلى تعزيز إجراءات حماية هذه البنية التحتية الهشة، التي تُعد عماد الاقتصاد الرقمي العالمي وأحد أبرز مفاتيح التفوق المعلوماتي والعسكري.
كابلات الإنترنت تحت البحر
كابلات الإنترنت تحت أعماق البحار، هي كابلات طويلة من الألياف الضوئية تمتد عبر قيعان المحيطات والبحار، وتُستخدم لنقل البيانات بين القارات والدول. وتشكل العمود الفقري لشبكة الإنترنت العالمية، حيث تمر من خلالها الغالبية العظمى من حركة البيانات الدولية، بما في ذلك المكالمات الهاتفية، المعاملات المصرفية، خدمات البث، والبريد الإلكتروني.
تُصنع هذه الكابلات بطريقة معقدة، حيث تُغلف بطبقات متعددة من المواد العازلة والحامية مثل الفولاذ والبلاستيك والألمنيوم، لحمايتها من الضغط العالي والتيارات البحرية والكائنات الحية.

أما النواة الداخلية، فهي تتكون من ألياف زجاجية دقيقة للغاية تنقل البيانات عبر إشارات ضوئية بسرعات هائلة. ولضمان كفاءة نقل البيانات على مدى آلاف الكيلومترات، تُزوّد الكابلات بمضخمات إشارات تُثبت على فترات منتظمة.
تكمن أهمية هذه الكابلات في أنها تمثل شريان الحياة للاتصالات العالمية، فهي أسرع وأكثر أمانًا من الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. ومع ذلك، فهي عرضة للعديد من المخاطر، مثل الزلازل وحركة السفن، والأخطر من ذلك هو احتمال استهدافها في الصراعات الدولية، سواء عبر التجسس أو التخريب.
ولهذا السبب، أصبحت هذه الكابلات في السنوات الأخيرة محط اهتمام استراتيجي متزايد من قبل الدول الكبرى والشركات التكنولوجية العالمية.