وزير الخارجية البولندي يشيد بدور مصر المحوري في استقرار الشرق الأوسط

في تصريحات تعكس عمق العلاقات بين مصر وأوروبا، أكد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن مصر تمثل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مشددًا على أن الشراكة الاستراتيجية القائمة بين الجانبين الأوروبي والمصري ليست وليدة اللحظة، بل جاءت نتيجة إدراك متنامٍ داخل أوروبا لأهمية الدور المصري الإقليمي والدولي.
وفي مقابلة أجراها مع قناة “القاهرة الإخبارية” خلال زيارته الحالية إلى مصر، وصف سيكورسكي العلاقات السياسية بين القاهرة ووارسو بأنها “جيدة ومتينة”، لكنه أشار إلى أن هناك إمكانيات كبيرة غير مستغلة يمكن البناء عليها، خصوصًا في المجالين الاقتصادي والاستثماري، حيث تتمتع مصر، بحسب وصفه، بـ”فائض تجاري كبير” في تعاملاتها مع بولندا.
السياحة والاستثمار في قلب الشراكة
وفيما يتعلق بالتعاون السياحي، كشف سيكورسكي أن نحو مليون سائح بولندي يزورون مصر سنويًا، ما يعكس حجم الاهتمام البولندي بالوجهات السياحية المصرية، مؤكدًا رغبة بلاده في تعزيز هذا التوجه عبر فتح المجال أمام الاستثمارات البولندية في السوق المصري، مع ترحيب مماثل بالسياح المصريين في بولندا.
وقال إن الفرص واعدة، ونأمل في مزيد من التبادل والاستثمار المشترك”.
وأعرب سيكورسكي عن انبهاره بما رآه خلال زيارته إلى العاصمة الإدارية الجديدة، مشيدًا بما وصفه بـ”الطفرة الكبيرة في تطوير البنية التحتية”، مؤكدًا أن هذا النوع من المشروعات يُظهر رؤية مصرية طموحة لتحديث الدولة، داعيًا إلى توجيه الاستثمارات نحو الابتكار والتكنولوجيا من أجل تحقيق التنمية الشاملة.
الموقف من القضية الفلسطينية: دعم واضح لحل الدولتين
وفي الشأن الإقليمي، أعاد وزير الخارجية البولندي التأكيد على تمسك أوروبا بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، والعمل على تطبيق بنود خطة إعادة الإعمار التي أُقرت خلال القمة العربية الأخيرة، والتي وصفها بأنها “خطة بناءة وإيجابية”.
كما لفت سيكورسكي إلى أن بولندا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين منذ أكثر من ثلاثين عامًا، مشيرًا إلى أن السفير الفلسطيني في وارسو هو أقدم السفراء المعتمدين لدى الخارجية البولندية، ما يعكس عمق العلاقات بين الجانبين.
وختم حديثه بالتشديد على ضرورة تحقيق السلام العادل والدائم، مشيرًا إلى أن بولندا تؤمن بحق إسرائيل في الوجود، لكنها في الوقت نفسه تتمسك بحق الشعب الفلسطيني في أن يعيش بسلام جنبًا إلى جنب مع الشعب الإسرائيلي.