علي الإدريسي: الحرب التجارية أثرت على أمريكا و3 شروط صينية للتفاوض

يرى د. علي الإدريسي، أستاذ الاقتصاد الدولي، أن دعوة البيت الأبيض للصين للتفاوض تعكس بداية تأثير الحرب التجارية بين البلدين على اقتصادهما بشكل متبادل، حيث أكد أن أي طرف في هذه الحرب التجارية لا يمكن أن يُعتبر منتصرًا بشكل مطلق.
وقال الإدريسي في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" إن التصعيد الأخير في النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد وصل إلى مرحلة جديدة، حيث فرضت واشنطن رسومًا جمركية ضخمة تصل إلى 145% على الواردات الصينية، فيما ردت الصين برفع الرسوم إلى 125% مع إضافة 15% على بعض السلع. هذه التطورات جعلت البيت الأبيض يوجه دعوة لبكين للتفاوض بهدف تهدئة التوترات.

البيت البيض للتفاوض مع الصين
وأضاف د. الإدريسي أن دعوة البيت الأبيض للتفاوض تعني أن الحرب التجارية بدأت تؤثر ليس فقط على الصين، بل على الاقتصاد الأمريكي أيضًا، موضحًا أن الشركات الأمريكية بدأت تعاني من ارتفاع تكلفة الواردات الصينية، ما يضغط بدوره على المستهلك الأمريكي. كما أن هناك ضغوطًا داخلية متزايدة من رجال الأعمال والمزارعين الأمريكيين الذين فقدوا أسواقهم بسبب الردود الانتقامية من الصين.
وفيما يخص شروط الصين للتفاوض، أشار أستاذ الاقتصاد الدولي، إلى أن الصين تحاول أن تظهر قوتها في هذا الصراع ولا ترغب في أن تُظهر موقفًا ضعيفًا. وقال إن بكين قد تضع عددًا من الشروط للعودة إلى طاولة المفاوضات، أبرزها إزالة الرسوم الجمركية المفروضة من قبل الولايات المتحدة، احترام السيادة الاقتصادية الصينية، وكذلك رفع القيود المفروضة على شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل هواوي.

من ينتصر في الحرب التجارية؟
وعن إمكانية انتصار الصين على أمريكا، أكد "الإدريسي"، أن الموضوع لا يقتصر على انتصار واضح لطرف واحد، لأن الحرب التجارية تؤثر على الدولتين، على الاثنين، مستعرضًا نقاط قوة بكين، والتي تتركز في أنها تمتلك تملك أكبر سوق استهلاكي بعد أمريكا، ولديها احتياطيات ضخمة من العملة الأجنبية.
ولفت عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع في تصريحاته الخاصة، إلى أن الصين أيضًا استطاعت تعويض بعض خسائرها بالتحول لأسواق جديدة مثل أفريقيا وآسيا، كما أنها تعمل على تطوير تكنولوجيا محلية عوضا عن الاعتماد على الشركات الأمريكية.

وأوضح "الإدريسي" نقاط ضعف بكين، والتي تتمثل في أن الاقتصاد الصيني أصبح يُعاني تباطؤ النمو، كما أن بعض الشركات فقدت عقود تصدير ضخمة، وذلك بالإضافة إلى أن الضغط على العملة الصينية ومحاولة إبقائها مستقرة يًكلف الصين كثيرًا.
وأضاف:" في هذه الحرب التجارية لا يوجد منتصر مطلق.. الأفضلية ستكون للطرف الذي يحقق مكاسب تفاوضية أكبر في النهاية، الصين قد لا تنتصر بالكامل، لكنها لو قدرت تحافظ على نموها وتقلل من الاعتماد على التكنولوجيا الأمريكية، ممكن تخرج من الحرب وهي أقوى على المدى الطويل، أما أمريكا، فهدفها كان تغيير سلوك الصين التجاري، لكن ده صعباً يتحقق بالكامل، خاصة في ظل صعود بكين كقوة اقتصادية موازية".
