خلال زيارته للعاصمة الروسية
أمير قطر: لا سلام دون دولة فلسطينية.. وإسرائيل لم تلتزم بالاتفاق

في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أن إسرائيل لم تلتزم بالاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل أشهر بشأن تبادل الرهائن ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشددًا على أن بلاده تواصل جهودها للتقريب بين وجهات النظر سعياً لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
وأوضح أمير قطر أن بلاده ترى أن أي حل سياسي دائم في الشرق الأوسط يجب أن ينطلق من مبدأ إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، مؤكدًا أن هذا هو الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أبدى قلقه حيال الأوضاع المتدهورة في سوريا، معتبرًا أن دعم الشعب السوري في هذه المرحلة الحساسة ضرورة إقليمية ودولية.
وتحظى زيارة أمير قطر إلى روسيا باهتمام كبير، كونها تأتي في توقيت حساس تشهده الساحة العالمية، وتُعد فرصة لتعزيز الشراكة بين البلدين في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.
وتُعد قطر من الدول القليلة التي حافظت على علاقات متوازنة مع مختلف القوى الدولية، مما يمنحها هامشاً واسعاً للعب أدوار وساطة وتأثير في عدد من الملفات الساخنة.
وقد شهدت العلاقات القطرية الروسية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مختلف المستويات، بما في ذلك التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والدفاع، فضلاً عن التنسيق في القضايا السياسية الإقليمية والدولية.
كما لعبت قطر دوراً محورياً في المحادثات المتعلقة بأفغانستان، والأزمة السورية، وأصبحت تُعد من الشركاء الأساسيين لموسكو في المنطقة.
وتأتي الزيارة الحالية في إطار تكثيف التشاور السياسي والدبلوماسي بين البلدين، في وقت تسعى فيه روسيا إلى توسيع دائرة تحالفاتها خارج نطاق الغرب، فيما تعمل قطر على ترسيخ موقعها كفاعل دولي مؤثر في القضايا العالمية.
واستضافت قطر خلال السنتين الأخيرتين اجتماعات دورية لمناقشة موضوع تسوية الأزمة الأوكرانية، كما لعبت دوراً في الوساطة لترتيب عودة الأطفال بعد إبعادهم عن آبائهم خلال الحرب.
وفي سياق متصل، شهدت موسكو أيضًا زيارة لافتة لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي وصل على رأس وفد دبلوماسي رفيع المستوى، حاملاً رسالة خطية من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأكد عراقجي في تصريحاته من موسكو أن بلاده تعتبر التنسيق مع روسيا عنصرًا أساسيًا في التعامل مع الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها برنامج إيران النووي، مشيرًا إلى أن الرسالة الإيرانية تتناول قضايا محورية تمس الأمن الإقليمي والتعاون الثنائي بين البلدين.