أسامة الحديدي: يكشف حيل والأعيب المُشككين لنشر الكذب في الدين

أكد الدكتور أسامة الحديدي، مدير عام مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الوعي الصحيح المبني على الحقائق العلمية هو التنوير الحقيقي وليس الكذب والتدليس، لافتاً إلى أن هناك حِيَل وألاعيب يستخدمها المُشككين في نشر الشُّبهات ليجعلوها تبدو منطقية للمتلقي، مشيرا إلى أنه يمكن كَشف تلك الشبهات بكل سهولة.
وقال الحديدي في تصريح خاص، إن المشككين فى الدين أو من يطعنوا فيه، يقومون بخليط الحيل والألاعيب تنافي الأمانة والعلم، كما أن صاحب الشبهة يقوم أحيانا بإنكار بديهيات عقلية فيطالب بدليل على العدم، رغم أن المنطق يقول أن الوجود هو الذي يحتاج إلى دليل وليس العدم.
ولفت إلى أن المشككين قد يجمعوا بين متناقضات عقلية أو أنهم ينكرون قانون السبيبة، أو أن يقوموا بإجتزاء نص من سياقه ويبنوا عليه شبة كاملة بدون أن يكملوها وذلك لأن باقي النص قد يبطل شبهته، مثل أن يردد قول الله تعالى “وقاتلوا المشركين كافة” دون أن يكمل الآية، في حين أنه إذا أتمها سوف يجد أن تكملتها “كما يقاتلونكم كافة”، وهو معناه أن سبب القتال هو الاعتداء.
حيل والأعيب يستخدمها المُشككين في الدين لنشر الشُّبهات
وأوضح الحديدي أن موضوع سياق الحديث، في منتهى الأهمية ولذلك أهتم به العلماء لأن سياق النص هو ما قبل النص وما بعد النص، مشيرا إلى أن السبب في الاهتمام بالسياق لآن في السياق بيان المجمل وتعيين المحتمل وقطع بعدم احتمال غير المراد دفعا للتوهم.
وقال الحديدي إن المشكك يقوم باستخدام المنهج الانتقائئ، عندما يختار رواية ضعيفة، لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطعن بها في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي نفس الوقت يترك الرواية الصحيحة لنفس الحديث أو لنفس المعني، وهذا بسبب أن يخدم هواه وشبهته.
تابع :"يقوم المشككون بإغفال السياق التاريخي لنصوص كانت متعلقة بمرحلة تشريعية محددة مثل قوله تعالى “ياأيها اللذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتى تعلموا ما تقولون”، والتى انتهى الحكم فيها بقوله سبحانه وتعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
واستطرد قائلا :"قد يقوم بالكذب والتدليس عندما يقول إن معراج رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة وهمية، لا دليل عليها من السنة، لافتا إلى أنه عند البحث تجد العديد من الأحاديث الصحيحة “في صحيح البخاري ومسلم” التى تثبت رحلة الإسراء والمعراج، بالإضافة إلى بقية كتب السنة ومأثورات كتب السير والتافسير فضلا عن ذكر القرآن الكريم للإسراء في سورة "الإسراء" وللمعراج في سورة “النجم”.
ورد الحديدي على المشككين، اللذين يقولون إنهم لا يعلمون شئيًا عن سيرة النبي محمد، وأن الرويات التى وردت عنه مختلقة، بأن هذا اللغو كذب لأن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصلت إلينا عن طريق القرآن الكريم، ومن خلال حديث النبي ذكرها رب العالمين في القران الكريم.
وأكد الحديدي أن مخطوطات كتب السيرة وتحديدا ابن اسحاق وابن هشام موجودبين في أكثر من مكتبة حول العالم كما أن مصر لديها من هاذين الكتابين ما يزيد عن 30 مخطوطة، مشيرًا إلى أن تدليس المشككين وصل أنهم يرددوا أن هذه الكتب والمخطوطات كتب شفوية لا أصل لها، لافتا إلى أن حديث المشككين دائما ما يعتمد على الاستخفاف بعقول المتابعين كأن لا أحد يعلم الحقائق التي يتعمدوا أن يخفوها أو أن أحدا ممكن أن يبحث خلفهم.