أبرزها الأزمة الأوكرانية وقضايا الشرق الأوسط
أمير قطر يصل إلى موسكو لبحث الملفات الدولية الساخنة

وصل الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، الخميس، إلى العاصمة الروسية موسكو، في مستهل زيارة رسمية من المرتقب أن تشهد محادثات مهمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق ما أفادت به وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وكانت وكالة الأنباء القطرية قد أشارت في وقت سابق إلى أن القمة المرتقبة بين الزعيمين ستتناول سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، أكد الكرملين في بيان رسمي أن المحادثات ستُعقد، الخميس، وستركز على ملفات التعاون الثنائي، لاسيما في الجوانب التجارية والاقتصادية والإنسانية، كما ستشمل المباحثات مناقشة ملفات دولية بارزة، واصفًا الزيارة بأنها "مهمة للغاية".
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن جدول اللقاء يتضمن التطرق إلى القضايا المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، إلى جانب التطورات المتصلة بمنطقة الشرق الأوسط، في ظل الدور المتنامي الذي تلعبه قطر دبلوماسيًا على الساحة الدولية.
وتحظى زيارة أمير قطر إلى روسيا باهتمام كبير، كونها تأتي في توقيت حساس تشهده الساحة العالمية، وتُعد فرصة لتعزيز الشراكة بين البلدين في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.
تأتي زيارة أمير قطر إلى موسكو في ظل سياق إقليمي ودولي شديد التعقيد، حيث يشهد العالم أزمات متفاقمة أبرزها الحرب في أوكرانيا، وتدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
وتُعد قطر من الدول القليلة التي حافظت على علاقات متوازنة مع مختلف القوى الدولية، مما يمنحها هامشاً واسعاً للعب أدوار وساطة وتأثير في عدد من الملفات الساخنة.
وقد شهدت العلاقات القطرية الروسية في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً على مختلف المستويات، بما في ذلك التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والدفاع، فضلاً عن التنسيق في القضايا السياسية الإقليمية والدولية.
كما لعبت قطر دوراً محورياً في المحادثات المتعلقة بأفغانستان، والأزمة السورية، وأصبحت تُعد من الشركاء الأساسيين لموسكو في المنطقة.
وتأتي الزيارة الحالية في إطار تكثيف التشاور السياسي والدبلوماسي بين البلدين، في وقت تسعى فيه روسيا إلى توسيع دائرة تحالفاتها خارج نطاق الغرب، فيما تعمل قطر على ترسيخ موقعها كفاعل دولي مؤثر في القضايا العالمية.
واستضافت قطر خلال السنتين الأخيرتين اجتماعات دورية لمناقشة موضوع تسوية الأزمة الأوكرانية، كما لعبت دوراً في الوساطة لترتيب عودة الأطفال بعد إبعادهم عن آبائهم خلال الحرب.
وأُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي وقطر في الأول من أغسطس عام 1988. وافتُتحت سفارتا البلدين في الدوحة وموسكو في نوفمبر عام 1989.
وفي السادس من ديسمبر عام 1991، اعترفت دولة قطر رسمياً بالاتحاد الروسي ودول رابطة الدول المستقلة الأخرى، وفقاً لموقع وزارة الخارجية الروسية.
وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأول زيارة عمل إلى الدوحة في فبراير عام 2007.