عاجل

الجيش السوداني يحقق تقدمًا ميدانياً ويسيطر على منطقة مفصلية على طريق الفاشر

الجيش السوداني
الجيش السوداني

وسط تصاعد وتيرة الحرب المشتعلة في السودان، أفادت مصادر إعلامية مقربة من الجيش السوداني، الخميس، أن القوات المسلحة تمكنت من فرض سيطرتها على منطقة “البارا” الواقعة ضمن حدود مدينة الأُبيّض، والتي تُعد أحد أهم طرق الإمداد الاستراتيجية المؤدية إلى مدينة الفاشر، في تحوّل ميداني قد يساهم في إرباك خطط قوات الدعم السريع الساعية للسيطرة الكاملة على إقليم دارفور.

وبالتوازي مع هذا التقدم، شن الجيش السوداني قصفاً مدفعياً مكثفاً استهدف تحركات وتمركزات قوات الدعم السريع جنوب وغرب مدينة أم درمان، في وقت اندلعت فيه اشتباكات عنيفة على عدة محاور في مدينة الفاشر، وتحديداً في الجهات الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية، حيث تصدى الجيش لهجوم واسع شنّته “الدعم السريع”، أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 62 قتيلاً، من بينهم نساء وأطفال، وفقاً لمصادر طبية ومحلية.

حوار-السودان: كارثة إنسانية غير مسبوقة ومناشدة من أجل السلام وتكثيف الدعم |  | أخبار الأمم المتحدة
سودانيون

كارثة إنسانية في مخيمات النازحين

في الأثناء، كشف المتحدث باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رُجّال، عن موجة نزوح جديدة من مخيم زمزم الواقع بالقرب من الفاشر، وسط أوضاع إنسانية وصفها بـ”المأساوية والمعقدة”.

 وأكد أن مئات الأسر النازحة وصلت إلى منطقة “طويلة” الواقعة غرب الفاشر، دون توفير أي مساعدات كافية أو مأوى آمن، وسط تصاعد المخاوف من اتساع رقعة النزاع المسلح.

وفي سياق متصل، واصل قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، إطلاق التهديدات، مؤكداً في مقطع فيديو مصور من شمال دارفور أن قواته تعتزم “السيطرة على الفاشر قريباً”، معتبرًا أن “كل من يحمل السلاح داخل المدينة هو هدف مشروع”، وفق تعبيره.

 كما لوّح بتوسيع نطاق العمليات إلى ولاية نهر النيل، مثيراً بذلك قلقاً متزايداً بشأن اتساع رقعة الحرب الأهلية.

معارك عنيفة جنوب أم درمان وهجوم استباقي في الفاشر | اندبندنت عربية
السودان

إدانة أممية وسقوط مدنيين 

وعلى الصعيد الإنساني، أعربت الأمم المتحدة عن “بالغ القلق” حيال تدهور الوضع في مدينة الفاشر، خاصة بعد ورود تقارير عن مقتل أكثر من 100 مدني، بينهم 20 طفلاً، نتيجة هجمات وصفتها الأمم المتحدة بـ”المنسقة” نفذتها قوات الدعم السريع على المدينة ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.

وقالت وكالة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة "أوتشا" إن تلك الهجمات جمعت بين الضربات البرية والجوية، ما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية للمخيمات.


ويُعد إقليم دارفور، الذي يشكل ما يقارب 20% من مساحة السودان، من أكثر المناطق تضرراً منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. 

وتُعتبر مدينة الفاشر آخر مدينة كبرى في شمال دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لقوات الدعم السريع التي تسعى لاستكمال سيطرتها على الإقليم.

نزوح جماعي متواصل

وبينما تدخل الحرب في السودان عامها الثالث، تؤكد الأمم المتحدة أن النزاع تسبب في نزوح قرابة 13 مليون شخص، فرّ أكثر من ثلاثة ملايين منهم إلى دول الجوار مثل تشاد وجنوب السودان ومصر، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

واندلعت هذه الحرب في أبريل 2023 على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وهو صراع دموي مزّق البلاد، وقسّمها إلى مناطق نفوذ متصارعة، وأغرقها في فوضى عارمة تهدد مستقبل الدولة السودانية بالكامل.
في ظل كل ذلك، يستمر المدنيون في دفع الثمن الأكبر، بين قصف وتهجير وجوع، في وقت يبدو فيه أفق الحل السياسي مغلقًا، بينما يتواصل نزيف الدم على الأرض السودانية بلا هوادة.

تم نسخ الرابط