عاجل

شباك الأمل والصنارة.. نساء النيل يصارعن الأمواج بحثًا عن الرزق في المنيا |صور

صيادين المنيا من
صيادين المنيا من نساء النيل

تبدأ الحكاية على متن الفلوكة الصغيرة، مع كل خيط ذهبي ينسحب من قرص الشمس الغارب ليغرق صفحة النيل في حمرة خجولة، داخل نيل محافظة المنيا الأزرق، لا يقتصر مشهد الصيادين على الرجال وحدهم،  بل تتحدى نساء المنيا قسوة الظروف وشظف العيش، لينزلن إلى النيل بشباكهن وصنارتهن، يصارعن الأمواج الهادئة بحثًا عن رزق اليوم بيومه، وجوه سمراء لوحتها شمس الصعيد، وأيدٍ خشنة اعتادت على سحب الشباك، وعيون تحدق في صفحة الماء بانتظار علامة الرزق، هن بطلات قصة كفاح صامت، يروين حكاية لقمة العيش المرة، التي لا تأتي إلا بعرق الجبين وصبر أيوب.

صيادين المنيا من النساء
صيادين المنيا من النساء


فلوكة الأمل.. رحلة يومية بين الضفاف بحثًا عن الأسماك

في ساعات الفجر الأولى، أو مع هدوء الليل وسكون الضفاف، تنطلق "أم أحمد" بفلوكتها المتواضعة بإحدى الجزر علي ضفاف نهر النيل بالمنيا، تجاورها "الحاجة فاطمة" و"سعاد" وغيرهن من نساء القرية، رحلة يومية تتكرر تحمل في طياتها الأمل في صيد وفير يعود عليهن ببعض الجنيهات لسد احتياجات أسرهن، لا يخشين برد الشتاء القارس ولا حر الصيف اللاهب، وضرورة إعالة الأبناء أقوى من كل المخاوف.

صيادين المنيا من النساء
صيادين المنيا من النساء

شباك وصنارة.. أدوات بسيطة في مواجهة تحديات الحياة


بأدوات بسيطة، شبكة مهترئة ورثتها عن والدها أو زوجها، أو صنارة تعلمت استخدامها بمرور الأيام، تخوض هؤلاء النسوة معركتهن اليومية، يلقين بالشباك في مياه النيل ويراقبن حركة الطعم على سطح الماء بتركيز شديد،  صبر أيوب يلازمهن في انتظار اللحظة التي تهتز فيها الصنارة معلنة عن سمكة صغيرة قد تكون هي غداء اليوم.


"الرزق مش مضمون كل يوم يا بني"، تقول" أم أحمد " بلهجة صعيدية أصيلة:" أيام النيل يكون كريم ويدينا، وأيام تانية نرجع إيدينا فاضية، بس نعمل إيه لازم نسعى ونجتهد عشان ولادنا"، وتضيف الحاجة فاطمة، التي تجاعيد وجهها تحكي سنوات من الكفاح: "الشغلانة دي صعبة ومرهقة، بس هي اللي بتسترنا وبتخلينا نقدر نصرف على بيوتنا".


تحدي النظرة المجتمعية.. إصرار على العمل الشريف


لا تخلو رحلة هؤلاء النسوة من بعض النظرات المستغربة، أو حتى الانتقادات من البعض في المجتمع، الذي قد يرى أن مهنة الصيد حكر على الرجال، لكنهن يتجاوزن هذه النظرات بإصرار وعزيمة، مؤكدات أن العمل الشريف ليس له جنس، وأن الكرامة تكمن في كسب الرزق بالحلال مهما كانت المشقة.

صيادين المنيا من نساء النيل 
صيادين المنيا من نساء النيل 


أمل في غد أفضل.. ونيل يروي حكايات الصمود

مع كل سمكة يتم اصطيادها، يزداد الأمل في قلوب هؤلاء النسوة،  أمل في غد أفضل يحمل معه الخير والبركة لأبنائهن وأسرهن، ونهر النيل العظيم، الذي شهد حضارات عريقة، يستمر في جريانه ليروي حكايات صمود وكفاح هؤلاء النسوة اللاتي يرسمن بأيديهن الخشنة ملامح الأمل على صفحة الحياة، مؤكدات أن "لقمة العيش المرة" تصبح أحلى بمذاق الكرامة والعزة.

تم نسخ الرابط