صادرتها موسكو..استخدام شركة "جلافبرودكت" الأمريكية لتزويد الجيش الروسي بالغذاء

في تطور جديد قد يؤثر سلباً على العلاقات المتوترة أصلاً بين واشنطن وموسكو، كشفت وثيقة اطلعت عليها وكالة "رويترز" عن خطط روسية لاستخدام شركة أمريكية استولت عليها السلطات الروسية في تزويد الجيش الروسي بالغذاء، ما أثار قلقاً متزايداً داخل الدوائر السياسية الأمريكية.

مصادرة الشركة

الشركة المعنية، وهي "جلافبرودكت" (Glavprodukt) المتخصصة في تصنيع الأغذية المعلبة، كانت مملوكة لرجل الأعمال الأمريكي "ليونيد سميرنوف" المقيم في لوس أنجلوس، قبل أن تُصادرها روسيا في أكتوبر الماضي وتضعها تحت إدارة وكالة "روسيموشستفو" الفيدرالية للممتلكات.

هذه المصادرة، وهي الأولى من نوعها التي تستهدف شركة أمريكية بالكامل في روسيا، جاءت وسط ضغوط اقتصادية متصاعدة على موسكو بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا، والتي تجاوزت عامها الثالث.

الإمدادات العسكرية

ووفقاً للوثيقة، تعتبر الحكومة الروسية أن السيطرة على الشركة ضرورية لضمان استمرار الإمدادات الغذائية للجهات العسكرية، ومنها الحرس الوطني ووزارة الدفاع.

وقالت الرسالة الموجهة إلى المدعي العام الروسي من إدارة الشركة الجديدة إن الخطوة تهدف إلى "استقرار الإنتاج" في ظل تحديات الإمداد، وهو ما يضع الولايات المتحدة في موقف حساس، خاصةً في وقت تجري فيه مفاوضات دبلوماسية بين الجانبين لاحتواء النزاع الأوكراني.

من جانبه، صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن هذا الملف سيكون جزءاً من حزمة قضايا تبحثها واشنطن لإعادة ضبط العلاقات مع موسكو. 

فيما نفي "سميرنوف"، الذي تتهمه السلطات الروسية بتحويل نحو 17 مليون دولار من روسيا إلى الخارج بين عامي 2022 و2024، أي تهم جنائية، ويصف القضية بأنها "محاولة للاستيلاء على شركته بشكل غير قانوني".

شركات أخرى

وكانت المحكمة الروسية قررت في مارس الماضي مصادرة أصول "جلافبرودكت"، على أن تعقد جلسة استماع جديدة في 18 أبريل الجاري.

وفي الوقت الذي ترفض فيه وزارة الصناعة والتجارة الروسية التعليق، تظل القضية مرشحة لتفاقم التوترات الدولية، خصوصاً بعد استهداف شركات أوروبية كبرى مثل "كارلسبيرج" و"فورتوم" ضمن حملة موسعة لمصادرة الأصول الأجنبية في روسيا.