عاجل

عشان هي زوجة تانية

استشاري أسري: الراجل من حقه يتجوز أكتر من امرأة والإخلاص لله وحده

حفصة رزقي
حفصة رزقي

أثارت "حفصة رزقية"، التي تُعرف نفسها بكونها مدربة "تعدد الزوجات"، جدلاً واسعًا في الأوساط الاجتماعية، خاصة في المجتمعات التي تشهد نقاشات حادة حول هذه القضية، تعتمد في طرحها على تفسيرات دينية تبيح تعدد الزوجات بشروط محددة، وتسعى إلى تقديم هذا النمط من العلاقات الزوجية كحل لمشكلات اجتماعية معينة، أو كتلبية لرغبات شخصية لدى بعض الرجال، وتزعم أنها تقدم الدعم والإرشاد اللازمين للطرفين، لضمان سير العلاقة بتوازن وعدل، وتجنب المشكلات التي قد تنشأ عن هذا النوع من الزيجات.

تقول رزقي، التي تقدم نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي كـ "مستشارة أسرية"، إنها زوجة ثانية واختارت التخصص في هذا الجانب بعد تجربة مرت بها، وتعتبرها ناجحة، مضيفة أنها درست مجال علم النفس، مما دفعها لحل مشاكل الرجال الراغبين في الزواج بأكثر من زوجة، وتقديم الدعم للمرأة التي تعاني نتيجة زواج شريكها بأخرى.

تؤكد "مدربة تعدد الزوجات"، عادة في حديثها عن الزواج والتعدد، أن اخلاص الزوجين لبعضهما أمر لا يشترط وجوده، لذلك لا ينبغي على الرجل الاكتفاء بزوجته الأولى، بل يمكن الإقدام على الزواج الثاني، وعلى المرأة تقبل ذلك لأن الإخلاص لله وحده، حسب وصفها، مضيفة أن جلساتها العلاجية التي تقدمها مع الزوجة الأولى التي تعاني، تعتمد على تصحيح مفاهيم ومساعدتها على تقبل الأمر.


آراء نفسية من متخصصين مصريين.

 

عن الآثار النفسية لتعدد الزوجات، تقول الدكتورة نهال حافظ، أخصائية الطب النفسي: "تعدد الزوجات ممكن يسبب ضغوط نفسية كبيرة على كل الأطراف، الزوجة الأولى ممكن تحس بالغيرة والإهانة وفقدان الأمان، وده ممكن يؤدي لاكتئاب وقلق ومشاكل في الثقة بالنفس، الزوجة التانية ممكن تحس بالذنب أو الخوف من المستقبل، والأطفال ممكن يحسوا بالارتباك وعدم الاستقرار العاطفي".


 

ويضيف الدكتور جمال فرج، استشاري العلاقات الأسرية: "من الناحية النفسية، تحقيق العدل الكامل بين الزوجات أمر صعب جدًا، وده ممكن يولد مشاعر سلبية وعداوة بين الزوجات والأبناء. كمان، التركيز على فكرة 'تلبية رغبات الرجل' ممكن يتجاهل احتياجات ومشاعر الستات، وده بيخلق خلل في العلاقة".


 

تستعرض رزقي عبر حساباتها المختلفة قصصًا وتجارب لأشخاص تقول إنهم يعيشون حياة زوجية ناجحة في ظل التعدد، وتقدم نصائح حول كيفية إدارة العلاقة بين الزوج والزوجات، وكيفية التعامل مع مشاعر الغيرة أو المنافسة التي قد تنشأ. كما تتناول قضايا مثل العدل في الإنفاق والوقت بين الزوجات، وكيفية تربية الأبناء في ظل وجود أكثر من أم.

إلا أن منهج حفصة رزقي يواجه انتقادات حادة من قبل العديد من الأفراد والمنظمات النسوية والحقوقية. يعتبر المنتقدون أن الترويج لتعدد الزوجات يتعارض مع مبادئ المساواة بين الرجل والمرأة، ويقلل من حقوق الزوجة الأولى وكرامتها. كما يشيرون إلى أن الواقع العملي لتعدد الزوجات غالبًا ما يشوبه الظلم والمشكلات الاجتماعية والنفسية المعقدة، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال.

ويرى هؤلاء المنتقدون أن تركيز رزقي على تبرير وتسهيل تعدد الزوجات يتجاهل السياقات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تجعل هذا النمط من الزواج صعب التحقيق بعدالة في كثير من الحالات. كما يعترضون على تقديمها لتعدد الزوجات كـ "حل" لمشكلات اجتماعية، معتبرين أن هناك حلولًا أخرى أكثر عدالة ومساوة".

بالإضافة إلى ذلك، يثير البعض تساؤلات حول الخلفية المهنية والتأهيل العلمي لحفصة رزقي في مجال الاستشارات الأسرية، وما إذا كانت لديها الخبرة والمعرفة الكافية لتقديم هذا النوع من الإرشاد الحساس والمعقد.

بين مؤيد ومعارض


في المقابل، يرى مؤيدو طرح حفصة رزقي أنها تقدم وجهة نظر مغايرة ومهمة في نقاشات مجتمعية حساسة. يعتبرون أنها تسعى إلى تنظيم وضع قائم بالفعل في بعض المجتمعات، وتقديم إرشادات يمكن أن تساعد في تقليل المشكلات الناجمة عنه إذا تم بشكل غير مدروس. كما يرون أنها تستند في طرحها إلى نصوص دينية يرونها تبيح التعدد بشروط.


يبقى الجدل حول "حفصة رزقي" ومنهجها في الترويج لتعدد الزوجات قائمًا ومستمرًا. فهي تمثل نموذجًا لشخصية عامة تثير نقاشات مجتمعية عميقة حول قضايا تتعلق بالدين، والمساواة، والعلاقات الأسرية. وبين مؤيد ومعارض، تستمر رزقي في تقديم محتواها، مؤثرة في آراء قطاعات من الجمهور ومستقطبة لنقاشات حادة حول واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية تعقيدًا وحساسية.


من الضروري عند تناول قضية مثل تعدد الزوجات، التعرض لمختلف وجهات النظر والتحلي برؤية نقدية تأخذ في الاعتبار السياقات الاجتماعية والثقافية والقانونية، دون تبني موقف قاطع أو متحيز. فحالة حفصة رزقي تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مستقبل العلاقات الأسرية، وحقوق المرأة، وتفسير النصوص الدينية في المجتمعات الحديثة.

تم نسخ الرابط