فى ذكرى وفاته.. حسن أبو السعود «عبقري اللحن» الذي جمع بين الشعبي والكلاسيكي

يوافق اليوم ذكرى وفاة الموسيقار الراحل حسن أبو السعود، أحد أهم الأسماء التي أثرت الموسيقى والغناء في مصر والعالم العربي على مدار عقود، حيث لا يزال اسمه حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور والموسيقيين على حد سواء، بفضل ما قدمه من ألحان خالدة وأعمال لا تُنسى، سواء على صعيد الأغنية أو الموسيقى التصويرية.
نبذة عن حسن أبو السعود
وُلد حسن أبو السعود في 2 أبريل 1948، وتمتع منذ بداياته بموهبة فريدة وقدرة استثنائية على التجديد والمزج بين الألوان الموسيقية المختلفة، فكان يجيد العزف على آلة الأكورديون ببراعة، قبل أن يتجه إلى التلحين، ويشق طريقه كأحد أبرز الملحنين في تاريخ الأغنية العربية.
امتلك أبو السعود حسًا موسيقيًا خاصًا جعله قادرًا على ملامسة وجدان المستمع، فجمع بين الطرب الشعبي الأصيل، والكلاسيكيات الرصينة، وحتى الأغاني الشبابية الحديثة، ليشكل بذلك جسرًا موسيقيًا عبر أجيال مختلفة من المستمعين، ويثبت أن الفن الحقيقي لا يرتبط بزمن بل بالصدق والموهبة.
ومن أبرز إنجازاته الفنية، تعاونه الناجح مع نجم الأغنية الشعبية الراحل أحمد عدوية، حيث لحّن له الأغنية الشهيرة "يا بنت السلطان"، والتي أصبحت واحدة من علامات الغناء الشعبي المصري ولا تزال تُردد حتى اليوم بنفس البهجة والقبول، كما كان حسن أبو السعود هو من قدّم الانطلاقة الحقيقية للنجم تامر حسني، من خلال أغنيته الأولى "حبيب وأنت بعيد"، التي كانت آخر ما لحنه قبل وفاته، وكأنها كانت رسالة وداعية منه لجيل جديد من المطربين.

تنوّعت إسهاماته مع كبار النجوم في الوطن العربي، حيث قدّم للنجم راغب علامة أغنية باللهجة المصرية بعنوان "آسف حبيبتي"، وهي من كلمات الشاعر بهاء الدين محمد، كما تعاون مع هاني شاكر في أغنية "لو بتحب"، وشيرين عبد الوهاب في "متجرحنيش"، وبهاء سلطان في "ياللي ماشي"، ومع محمد الحلو في "متسأليش"، وكلها أعمال لاقت نجاحًا كبيرًا وكانت تحمل بصمة أبو السعود المميزة.

ولم تقتصر عبقريته على الأغاني فقط، بل كان أيضًا أحد رواد الموسيقى التصويرية في السينما المصرية، حيث وضع موسيقى عدد من أهم الأفلام في تاريخ السينما، منها: العار، الكيف، شادر السمك، سلام يا صاحبي، البيضة والحجر، حنفي الأبهة، وزير في الجبس، وأربعة في مهمة رسمية. أعمال ما زالت موسيقاها محفورة في ذاكرة الجمهور، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من هوية هذه الأفلام.
رحل حسن أبو السعود عن عالمنا في مثل هذا اليوم (17 أبريل) عام 2017، لكن إرثه الموسيقي لا يزال ينبض بالحياة، تتناقله الأجيال وتستلهم منه دروسًا في الإبداع والإخلاص للفن.، وفي كل لحن من ألحانه، تبقى روحه حاضرة، تؤكد أن الموسيقى الخالدة لا تموت، بل تعيش في القلوب والعقول إلى الأبد.